28 مايو 2011

عطرك أمّي...



يُظلّل عطرُ الأمومة عمري                             
                                                 وعطرك أمّي يبلّل روحي

ويغتال فيّ سنين المسافة                            
                                          فأعدو إليك لتشفَى جروحي

ويصبح عمري فضاء طفوله                      
                                              وأغدو أسابق إعصار ريح

وأطوي الزّمان بألعاب طفله                       
                                    وفي دفء حضنك أبني صروحي

*****

أيا أمّ مدّي يديك فإنّي                               
                                           قطفت الأماني لكفّيك عطرا

نظمت دعاءَك عقدا لصدري                  
                                            قبست النّجوم ظلاما وفجرا

تلوت الرّجاء بمحراب روحك                 
                                                  وكنتِ صلاتيَ سرّا وجهرا

وليت يطول بعمريَ عمرك                       
                                                 وليت أكون مثيلك طهرا

أميمة ذبت حنينا لصدرٍ                           
                                          يفيض بأنفاس روحك سحرا

فهزّي إليك بأحلام طفله                         
                                                وأيقظي فيّ الطفولةَ دهرا
وهيبة قويّة







25 مايو 2011

للانتظار، ألوان، وربيع، وأحلام


كانت تنتظره، هي هنا وهو هناك في الطّرف الآخر من المرايا.
انتظرته وهي تتصفّح متفرّقات على الشّبكة العنكبوتيّة وتتفقّد البريد من حين لآخر. لم تظهر أيّ رسالة منه. ولم تفكّر في لفت انتباهه برسالة إليه.
قال سيتأخّر فأحبّت الانتظار في صمت، يحدوها الأمل. فبالأمل تُزيح بعض الحزن، فيبتعد قليلا وتُطلّ صورتُه بين سطور ما تتصفّحه، وتسمع صوتَه. تمتلِئ فرحا. ولكنّ الحقيقة تعود لتحتلّ حيّزا من تفكيرها ومن الصّور المرتمية في فوضى على شاشة أحلامها، ورأت فراغَ الانتظار فعاد الحزن يطأ على صدرها بوحشيّةٍ.
رَسَمَتْهُ بألوان شتّى، فراغا من سواد قاتم، لا يدوم، ولكنّ وطأته على القلب مريعة. ورسمته فراغا من بياض يبتلع في بياضه كلّ الألوان. لا تحبّ هذا البياض المفترس للصّور. رسمت الفراغ بالأخضر في لون عشب البراري فتمدّدت أحلامها على خضرتها.
وأضافت بالأصفر لون الشّمس. مسحتها سريعا، ففي صفرتها توهّج لا تحتمله العين وتغيم فيه الصّور الّتي تُريد رسمَها. لون الغروب أجمل. على ضوئه الخافت تظهر الأشياء كلّها في هيئة من يصارع الموت بأنفاسه الرقيقة الذّاوية، ثمّ يستلّ الحياة بنوم هادئ حتّى يحين إشعاع فجر جديد.
مع انشقاق السّماء بلون الغروب وجدَتْ فرصةً لترسم الأزهار هنا وهناك وحول مياه جدول صغير يجري كما الخائف بين الأعشاب الطويلة. واختلطت الألوان، ولكنّها تناسقت لتكون أجمل صورة للانتظار، لم تَنسَ رسم شجرة. قالت: "لعلّ الانتظار إن طال استَظَلّ بها ظلّي."
ارتفع جذع الشّجرة أكثر وتغيّر شكل أغصانها وأوراقها، صارت نخلة، وسمعته يقول: "هذه هي النّخلة"، هزّتْ جذعَها وانتظرت أن يتساقط الرّطب جنيّا. لم يكن حينها موسم الرّطب، ولكن سمعت لها صوتا شجيّا، صوت طفلة يأتي من بعيد، من تشقّق وقت الانتظار بالأمل،
وتقدّم سواد اللّيل، وغشيها ببرد وظلام، وابتلع الألوان. كان لا بدّ أن تفتح نافذةً للنّور، قمرا يشرف على ساحة الانتظار ويؤنس الحزن، وانفتحت الشّرفة، ومرّ منها، والوردة والقصيدة كالعادة تحتضنهما راحتاه.
لم تسأله عن شيء. كان الصّمت أجمل ما بينهما وهما ينتظران، هو هناك، وهي هنا في الطّرف الآخر من المرايا.







نُشِرَ النّصّ في مجلّة عود الندّ العدد 60 وهذا الرابط الأصليّ للنصّ.

http://www.oudnad.net/spip/spip.php?article58&lang=ar


24 مايو 2011

التّعبير


لم نتعلّم أن نتحرّر من عقد كبت التّعبير... نفرضها على دواخلنا قبل أن يفرضها الآخر علينا.
فلنـتنفّس بعمق ونطلق مشاعرنا إلى السّماء، فقد نتمكّن حينها من إطلاق الكلام الّذي بداخلنا، فيتحرّر من حصارنا له.

23 مايو 2011

مقطع من قصيدة: أطلقيني يا زنابق، وهيبة قويّو

أطلقيني يا زنابق

ذي دمائي
تُنبت الأحلامَ نورا وزنابقْ،
تُطلق الألوانَ من قوس قزح
زاحمت إشراق شمس بعد سحبٍ
وانبعاث الأفق من بعدِ الغسقْ
بسمةً قد زيّنت ثغر الشّفقْ
....
أطلقيني يا زنابق،
في شفاه الأفق أنهار غِناء
واعزفي ألحانَ صدري
شدوَ طير
أطلقيني...
وهيبة قويّة

21 مايو 2011

الأمل



يقول أحمد مطر:

ماذا ينقصني ما دام عندي أمل ...؟؟؟؟
أنا وحدي دولة ما دام عندي أمل
دولة أنقى وأرقى وستبقى
بعدما تفنى الدول


**********************************
الأمل:
لابد لشعلة الأمل أن تضيء ظلمات اليأس ولابد لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل.

السعادة


السعادة:
عندما ينغلق باب للسعادة ينفتح غيره...لكنّنا نحملق في الباب المغلق لفترة طويلة تلهينا عن الانتباه لذاك الّذي انفتح لأجلنا **** هيلين كيلر

20 مايو 2011

صمت الحكاية



... كانت تروي حكاياتها بهدوء، هو أقرب إلى الصّمت. تحاول التّخلّص من خوفها. ظلّت ترسم لنفسها أجمل الرؤى. تعاند المستحيل. تنسج خيوط الحكايات في جوف اللّيل عن اللّيل... عن الأحلام... عن الحبّ وعن الأمل... عن الطمأنينة...  وكان قلبها مليئا بالخوف... الخوف... الخوف الّذي غزاها بأبشع صوره.

17 مايو 2011

الكمان الحزين Jessica Yeh




للموسيقى سحر جميل يحمل معه الأرواح إلى عالم من المتعة والرّاحة وتجعلنا نرتمي في أحضانها كالأطفال نلقي في نغماتها تعبنا وصخب الحياة فتلقي بنا على شاطئ الرّاحة والأماني …

الموسيقى... هي شعاع النّور الذي ينير دروبنا و ما تبعثر من دمنا على طريق البحث عن الانسجام مع الكون والسموّ بالروح إلى المراتب الأرقى نحو الخلود

~وهيبة قويّة~



15 مايو 2011

عبير الورد

الورد من نِعم الله ..جماله يولد مع برعمه ويكبر كلّما تفتّح للشمس والنور.ويكبر معه إحساسنا بالجمال وروعة الكون حولنا.

يوحي لنا بكثير من الأفكار الجميلة ويعطينا الأمل ويعلّمنا العطاء...

أوراقه كأس للنحل، ونداه مرتع للفرَاش، وعطره راحة لأرواح البشر، وجماله آية من آيات الله.


والورد أجمل هديّة ليس لأنّنا نهديه لمن يطلبه أو لمن يحبّه أو نحبّه فحسب،بل لأنّه آية من آيات الله الدّالة على قدرته على بثّ الإحساس فينا بالجمال والإبداع... ولأنّ الورد بألوانه راحة وبرائحته غنى عن أفخر العطور وبشوكه حكمة تصرّح بأنّ الجمال الصّرف لا بدّ من حمايته من أيدي العابثين فلا تلمسه إلاّ اليد الحذرة المحبّة له العارفة بسرّه ...
الورد هديّة بسيطة لمن يَهدي ولكنّها أجمل الهدايا على الإطلاق، يصلح في كلّ المناسبات دون استثناء ويظلّ على الدّوام أجمل رسالة تلميحا أو تصريحا.





هذيان امرأة حطام... في زمن الحطام


أشعر أنّي وحيدة أعاني خريفا جافّا. وروحي عطشى إلى ربيع مزهر. أحتاج إلى هدوء يجرفني إلى أعماق نفسي فأَلْتَقي ذاتي؟ وأين أنا من هذا الرّبيع؟
لسنوات كثيرة ظننت أنّ الفراغ والموت يلاحقاني دون تعب، ولم يغفلا عنّي. وحطّمت الأيّام قلبي وفجّرته شظايا، وحبَسَتْ روحي داخل أشواك، فما اقتربها إنسان.
سكن الخراب داخلي حتّى خلت أنّني لست امرأة، ولا شبح امرأة، ولست أيّ كائن من الكائنات أو أيّ موجود من الموجودات، ولست حتّى سرابا أو وهما لسراب.
بقيت روحي حبيسة داخل جسد خراب وتراءت لي صورُ نفسي، فما وجدت إلاّ سحابا خُلّبا يعبر فوق أرض عطشى إلى قطر، بل إلى وسميّ من ماء يُهدي إلى الجفاف أمل الحياة وأمل الحبّ، ولكن، يمرّ السّحاب...
لم أميّز أكنت السّحاب الخلّب أم الأرض العطشى. ولكنّ فراغ السّحاب من الرّذاذ جعلني أرى حياتي جفافا مرعبا، يقشعرّ له بدني وتيبس له أطرافي ثمّ تعود إلى سجن الموت في جسدي وروحي.

هل أنا سحاب خُلّب؟ لم أعد أُمطر؟... أُمطر...؟؟؟ بدأت أهذي... ليتني حقّا أصل إلى الهذيان، إنّي لا أستطيع حتّى أن أهذيَ... كما لا أستطيع الهدوء أو الصّمت...
فقدت القدرة على... على ماذا؟ ليتني أعرف...
فقدت الفهم والتّمييز بين الأشياء حتّى كدت أنسى... أنسى نفسي؟ ربّما أنسى من أنا يوما. ليت هذا يحصل!
ولأنّه لا يحصل في الواقع صرت أحلم بالطّيران؟ أن أحلّق في سماء بعيدة أستعير منها بعض الأنفاس؟ ولِمَ لا أطير؟ !فكثير من النّاس يحلمون بالطّيران يوما... ولكن، لا... لا أحبّ الطّيران... لا أحبّ أن أعلّق بين السّماء والأرض... فإمّا أن أكون أرضا أو أن أكون في السّماء. فما معنى أن أطير...؟ أن أعيش معلّقة؟
 وما معنى أن لا أجد لنفسي مقرّا ومستقرّا؟
الأرض يرفض واقعها احتضاني، فلا أموت، والسّماء ترفض عدالتها أن تمنحني حبّ نفسي، فلا أحيا ولا أموت...
كيف؟ أنا لم أمت؟...
بل متّ موتا شنيعا، موت الحياة الّتي ترفضني، موت العناء، موت شتاتٍ لم يُجمع، وأنّى له أن يُجمع وهو شتاتٌ عطِش صَدِي، ما وجد ماءً، وما وجد الرّاوِيَ، وما وجد جامع بعضه إلى بعض... وهل تُجمع شظايا انفجار قلب تعس لم تمدّ إليه يد ولم يقتربه صديق، وجَفَتْهُ علامات الحياة كما جفّت أحاسيسه وصدئت بقاياه؟؟؟
أليس موت المشاعر أشنع موت يمكن أن يعرفه قلب "ظنّ" أنّه عرف الحبّ؟؟؟
ماتت مشاعري فعشت جسدا مُعنّى حبيسا جافّا جامدا وعشت روحا عطشى، و"عطش الأرواح لا يُروى بماء".

وهيبة قويّة

وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب***
زاوية دافئة من القلب *** مدوّنة خاصّة *** وهيبة قويّة *** الكتابة عصير تجربة ولحظة صدق تحرّرنا من قيود تسكن داخلنا، نحرّرها، فنتنفّس. ***وهيبة قويّة

الأكثر مشاهدة هذا الشهر

مرحبا بزائر زوايانا

free counters