31 ديسمبر 2012

عام يرحل... عام جديد... كلّ عام والكلّ بخير


مضى عام على أحلام لم أحقّقها... ظلّت أحلاما جميلة رغم كلّ شيء. فقد استطعت أن أحيا على أمل تحقيقها... طوى العام أيّامه ليرحل بعد سويعات قليلة... ولم أقفل كتاب الأمنيات...
 أتمنّى... وأحلم... وأحيا بالحلم وبالأمنيات والأمل...


تُرى أيّها العام الجديد، كيف أعددت أيّامك لي؟ وما نصيب أحلامي الكبيرة من أوقاتك؟ نفس أمنياتي أعيدها عليك أيّها العام الجديد... نفس أمنياتي القديمة... أنت تعرفها؟
نعم صحيح أنت لا تعرفها، هي في سجلّ العام المتأهّب للرّحيل والّذي بدأ يفسح لك المجال لتأتيني بأمنياتي. ألمْ يخبرك عنّي وعن أحلامي؟ لا بأس، سأخبرك عن كلّ شيء بنفسي.
هل ستكون صديقي؟ هل يمكن أن تساعدني على أن أحيا وفي نفسي أمل أنّك لن ترحل إلاّ وقد حقّقت ما بنفسي؟
مرحبا بك أيّها العام الجديد، سأفتح كتابَ أيّامك، فاقْرَأْ من صفاحاته عنّي ما شئت. كُن كما تريد، سأكون أنا كما أريد.
31 ديسمبر 2012

لم لا أحيا وظلّ الورد يحيا في الشّفاه
ونشيد البلبل الشّادي حياة لهواه
لم لا أحيا وفي قلبي وفي عيني الحياه
سوف أحيا.. سوف أحيا
يا رفيقي نحن من نور إلى نور مضينا
ومع النّجم ذهبنا ومع الشّمس أتينا
أين ما يدعى ظلاماً يا رفيق اللّيل أينا
إنّ نور الله في القلب وهذا ما أراه
سوف أحيا.. سوف أحيا
ليس سرّاً يا رفيقي أن أيّامي قليلة
ليس سرّاً إنّما الأيّام بسمات طويلة
إن أردت السرّ فاسأل عنه أزهار الخميلة
عمرها يوم وتحيا اليوم حتّى منتهاه
سوف أحيا.. سوف أحيا

~مرسي جميل عزيز~

26 ديسمبر 2012

نقطة ضوء...


كلّما احتضنت الضّوء بين ذراعيّ فرّ من تحت جوانحي... حملني إلى فضاء رحيب... لا حدود له غير النّور. وتحوّلت إلى قبس من نور... وتلاشيت فيه فلا أكون إلاّ كما يكون... نقطة في الفضاء.

~وهيبة قويّة~

... هكذا أنا... حرّة.



... هكذا أنا... حرّة .
مثل موج البحر... أصطخب في هدير وفي هدوء... 
مثل زرقته... أسافر إلى شواطئ بعيدة... 
مثل... أنفاسي... ونبضي... ودمي في شراييني... 
مثل رياح عاتية... 
مثل نسمات دافئة...
أحلم أن أكون... أنا.. كما أنا...
أنا... أحيا... حرّة... هكذا وأكثر
~وهيبة قويّة~

3 ديسمبر 2012

19 نوفمبر 2012

رواية العراء للكاتبة التّونسيّة، حفيظة قاره بيبان

رواية العراء للكاتبة التّونسيّة، حفيظة قاره بيبان 



من الرّوايات الّتي تَقرأ الإنسانَ... بشفافيّة مفعمة وبشاعريّة الحرف وصدق المشاعر...
هي الرّوح الشّفيفة الّتي تواجه الإنسان والأرض من عليائها وتوجّه قدره كما الإله العليم... تشرف على العالم مثل روح نورانيّة تُطلّ من سمائها تقرأ عراء جسد "دجلة" البطلة، يصارع السّرطان... وعراء أرض تعمّق سرطان الاحتلال فيها، وامتداد لعنته على كلّ أرض تحمل موقع قدم لأحد أهليها: فلسطين، كلّ ذلك في تراوح ومقابلة شاعريّة يرتوي حرفها من معين الإبداع ... بكبرياء الحياة، وتواضع الأنبياء.
نقرأ في الرّواية فاجعة تلو فاجعة، ونقرأ صفحات من تاريخ فلسطين... صفحة تركنا أثرها في "دروب الفرار" مع " شرود" و" ليلى غسّان"... ترحيل الفلسطينيّين من لبنان إلى تونس في 1982... ما زلت أحمل ذكرى ذلك اليوم وقد حفرتها الكاتبة نقشا بديعا في رواية، عن سرطانين لتتدفّق معاني الحياة.. حياة الإنسان في مرآة "العراء"...
هكذا هم المبدعون... يقرؤون الحياة كما الأنبياء، ويرسمون نبوءاتهم على كفّ الأوراق لتشدّ عليها في قبضتها وتحيلها خطوط قدر....
العراء... رواية للكاتبة المبدعة: حفيظة قاره بيبان، بنت البحر
~~~~~~~~~~
(( لم أتيت؟
لم عاد عطر زهر الأرنج معك، يوقظ صباحات الصّبا، يرقص الشّجر و يشعل في الآن ذاته جراحات ذرّوا عليها رماد المنافي وكمّموا صراخها الدّامي بواجبات اللّجوء في أراضي الغربة المتوالية؟
..لم أتيت؟؟ لتقطعي الحبال الّتي ربطتني إلى مرافئ الانتظار، و تبدّدي غمامة السّكر، فيفتح سكّينك جراحي و يقطع باقي أصابعي الّتي طيّرتها الحروب؟ فأعود أنا، غسان سلمان، الفلسطينيّ، الشّاعر، بشوقي وحنيني و جنوني و هزائمي، أمام عينيك الحوراوين القاهرتين، على كرسيّ الاعتراف، وأنت، في صمتك المهيب، تنصتين .((
رواية "العراء" للكاتبة التّونسيّة: بنت البحر

11 نوفمبر 2012

أنا... لي أمنيات الورد

أنا... لي أمنيات الورد

كما الوردة... تكشف عن قلبها للشّمس والحياة... أريد أن أكون وردا تتفتّح براعمه للنّسمات الهادئة والأمل الوضّاء ونور الشّمس... أريد أن يرى فيها من حولي ينبوع الحبّ والتّسامح الّذي في قلبي وإشراقة الأمل الّتي تحدوني لمعانقة الحياة كما تقتضيه الحياة .
ليتني كنت الوردة تواجه قصر عمرها بعطور تسكبها في أرواح من يقتربون منها فتظلّ في عمقهم تسري فيهم مسرى الدّم في العروق... وتظلّ خالدة بأطيب الشّذى والعبير.
***وهيبة قويّة

27 أكتوبر 2012

أنا أكتب... أنا أتنفّس



أنا أكتب... أنا أتنفّس...

أحيانا نكتب مع أسمائنا ما لا نحبّ قوله أو فعله. ونكتب ما نكرهه... فالكلام يترجم الأحاسيس ويترجم الفكرة ويترجم الواقع... يجسّد ما نجده وما نفقده وما ننشده... 
لأنّ الكتابة عصير تجربة ولحظة صدق... تحرّرنا من قيود تسكن داخلنا... نحرّرها فنتنفّس.
***وهيبة قويّة


26 أكتوبر 2012

بنزرت... أرض الجلاء والتّسامح

مشهد عامّ لمدينة بنزرت
في يوم عيد أستحضر آخر زيارة لي إلى أرض الجلاء بنزرت. كانت الزّيارة ثاني أيّام عيد الفطر. 
دخلت المدينة من أوسع شوارعها وكانت كما عهدتها تزدحم بمن فيها وبسيّارات أهلها وزوّارها. وما أكثر الّذين يمشون على الأقدام في اتّجاه "سيدي سالم" و"الكرنيش" لقضاء ليلة من ليالي الصّيف اشتدّت حرارتها. وما أكثر من جاؤوا إليها من مدنهم القريبة مثلي، لقضاء إحدى ليالي العيد مع الأطفال في عالم الألعاب والمراجيح...
تركت الفرصة لذاكرتي تقابل صورة ما عشته في بنزرت قبل سنوات وبين الصّور الّتي تتهافت أمامي وتتأرجح كما مراجيح الأطفال وتشدّ نظري إليها عنوة 
الحصن الإسباني والميناء القديم
توقّفت عند حصنها الإسبانيّ الّذي ما زال يعبق بتاريخ الأندلس، وناداني الحنين إلى مينائها القديم وقد أرست فيه القوارب الصّغيرة  ولمعت مياهه لوهج الأضواء السّاطعة في ليالي العيد والصّيف. 

الميناء القديم ببنزرت
ولكنّي ليلتها لم أجد صورة الحنين. فقد شاهدت على أرض الجلاء وجوها غريبة لا تحمل ملامح أهلها، وما سمعت صوتا ينتمي إليها. صارت غريبة عنّي أو ربّما صرت غريبة عنها.
الجسر المتحرّك على قنال بنزرت
منذ عبرت القنال وتخطّيت الجسر المتحرّك إلى أن وصلت إلى قلب المدينة النّابض بالحركة لاحظت أنّ المدينة، رغم كلّ البهجة المنتشرة في أرجائها، شاحبة الوجه، وعطورها مختفية، وأصواتها صاخبة لا أفهمها أو بكماء لا تصل إليّ لغتها. قد جعلتني أسير في أرجائها سير التّائهة والمصدومة بما حلّ بطهر أرض الجلاء.
قلت في نفسي: هو تعب الصّيام، أفقد المدينة ألقها. فرست في موانيها أشكال وأحجام لا تعي معنى العيد، أو أنّ البواخر جاءت بالقوم من بحور بعيدة قد أنهكها السّفر فلاحت مثل الأشباح، وقبعت تحاول أن تجد ظلالها على صفحة الماء...

الغروب على شاطئ المغاور بنزرت
عندما وصلت إلى " المغاور" تردّد صوتي في تجاويف الصّخور وعاد إليّ بنفس السّؤال: ماذا وقع لك في غيابي عنك؟ أين مرحي وأنا أتمشّى قرب مياه بحرك؟ أين موجك المتطاول مرحا يغازل الصّخور ويوشوش الرّمال؟ الرّمال... الرّمال.... مال... ل...
مغاور بنزرت
صار وجهي غريب الملامح أمام صخور الشّاطئ، فما عرفتْني. أتراها نسيت كم جلستُ عليها وكم من الكتب قرأتها عندها؟
سؤالي حائر ذوّبه الموج، ونفسي قد استولى عليها خوف من ظلمة تحيط بي لم تبدّدها الأنوار الواقفة على جانبي الطّريق، ولا صور قديمة عن المدينة الجميلة.

الميناء القديم ببنزرت
نسيتُ من معي فتركت الشّاطئ الصّخريّ، أبحث في تفاصيل المدينة الّتي تركتها منذ سنوات، هادئة حالمة. عدت إلى وسط المدينة، واتّجهت حيث رمال البحر الّتي بنيتُ عليها قصورا وأنا طفلة، والّتي رميت إليها الياسمين والورد وأنا يافعة وقرأت على بساطها أجمل الرّوايات والأشعار... ما تغيّر لون البحر الّذي غزته أنوار اللّيل، ولكنّي لم أسمع صوت الموج ينساب في هدوء إلى سمعي، فما عاد الموج يغنّي أغنيته الّتي حفظتُها عنه. ووجدتني أسير على رمل غريب عنّي، عجز حتّى عن رسم آثار سيري عليه.  
جسر سيدي سالم ببنزرت
أين المسير بنزرت؟ وشوارعك تضمّ خطاي ثمّ تبتعد مثل الخائفة. هل صرتِ خائفة مثلي؟ هل تراودك الكوابيس؟ أين أحلام سمائك المشرقة؟ وأين نسماتك المنطلقة الحرّة؟ أين أغنيات موجك؟
ما أشدّ غربتي فيك بنزرت. تغيّرت وسكنك الرّعب، حتّى أنّي أراه في خطى السّائرين، وفي حركات الواقفين وفي همسات الجالسين وفي نظرات كلّ النّاس وفي تأهّب الجميع للرّكض لأقلّ صوت يُسمع، حتّى قبل أن يفهم إنسان ما هو. أستغرب نعم، ولكنّي أفهم ما يقع.
 فقبل أيّام قليلة، خلال إحدى سهرات رمضان بالمدينة، وقعت حادثة وضعت المكان مثل كثير من الأمكنة، تحت وطأة الفوضى وهراواتِ مُنساقين في تيّار التعصّب الدّينيّ.
صار الخوف منتشرا في أرجاء بنزرت، فلا أمان حتّى في أشدّ الأماكن أمنا...  دنّس بعضهم أرض الجلاء بعصيّ وسيوف وسكاكين... وحلّ الإجرام وحلّت الفوضى في غياب الاحترام.
ليلتها تملّكني الغضب والغيرة على أرض نضت عنها الاستعمار لتعود إليه بشكله الجديد بعد سنين طويلة تميّزت فيها أرض الجلاء بالتّسامح الدّينيّ والحرّيّة والكرامة،
وفهمت حينها كم أصاب الجهل من عقول وأفقدها صوابها كي تتصرّف باسم الدّين وعن عمى في البصيرة فلا ترى قيمة التّسامح، ولا تسعى إليها...
 وعرفت أنّ أرض الجلاء وفيّة لمبدأ الجلاء... فقد جلت حتّى الأمن والأمان عنها...
وتعلّمت أكثر أن أنحنيَ إكبارا لأرض مشى عليها جدّي بسلاحه لجلاء الاستعمار ومشى عليها أبي فخرا بانتمائه إليها. رحمهما الله ما دريا أنّهما تركاها نهب المتعصّبين الجهلة.
شكرا لكلّ من حمل خنجرا غرسه في أرض التّسامح والجلاء... فقد أدمى قلبي وشوّه انتمائي... وآه يا بنزرت كيف هُنت على من عَرفك ومن لم يعرفك. آه يا أرض الجلاء يا من صارت طرقاتك غريبة عن خطواتي فيك وإليك من أوّل القنال إلى شواطئ الصّخور وإلى أقصى جبل النّاظور... وإلى آخر نقطة من آخر الأفق المحدّد لاتّجاهاتك. آه... مثل سيف يمزّقني يا أرض الجلاء كما مزّقتك الفتن بعد أن تآخى فوق أرضك المسلم والمسيحيّ واليهوديّ... يا أرضا عشنا فوقها أحرارا.


وهيبة قويّة


بنزرت: مشهد للحصن الإسباني و"القصيبة"
وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب***
زاوية دافئة من القلب *** مدوّنة خاصّة *** وهيبة قويّة *** الكتابة عصير تجربة ولحظة صدق تحرّرنا من قيود تسكن داخلنا، نحرّرها، فنتنفّس. ***وهيبة قويّة

الأكثر مشاهدة هذا الشهر

مرحبا بزائر زوايانا

free counters