مقطع من "حكاية صدفة"، باللّهجة التّونسيّة: |
هربت
من الخوف اللّي فيها
جرات
للواد تحطّ تعبها
سمعت
الماء ينادي عليها
بصوت
حنين ومعاتبها:
"هاربة من نفسك وإلاّ تلوّج عليها؟
مِدّ إيدك من مراية الماء قرّبها
نصافحو بعضنا وشوفني فيها
صورة جميلة ورسم كتبها
على صفحة صافية ما ليها
إلاّ قاري فطين كان جرّبها
عرف الصّدق اللّي جاري بيها
ومحبّة عمرو ما خيّبها
ولا خانها ولا تخلّى عليها
غير المواجع زاد قلّبها
في روح فانية هايمة بيها...
العشق مكتوب... والعقول سالبها"
لون
الفضّة شعشع قدّامها
فرحت،
مدّت اليد تصافح
أوّل
ما حبّت تبلّغ سلامها
ولامست
الماء في الواد الطّافح
رجفة
قويّة سرات في كلامها
"غيثني يا ماء... الجسم طايح"
ضحك
الماء، وخطفّ شمالها
وحاطها محاصرها بالفاضح
وغمرها
ومن كلّ جهة جالها
وما
لقات كان الصّوت صايح
لحظات
ثقيلة عليها تعدّات
شافت
الموت ونْفسْها غايب
قاومت
الماء على صفحتو طفات
رجعت
الرّوح وبدات تغالب
لكن
القوّة ضاعت وما لقات
كيفاش
تخرج بجسم تاعب
وحبّت
تتكلّم خانها الصّوت
وجا
خافت ضعيف فاني
"
يا واد قول لماك باش نموت...
قلّوا
يحطّني على البرّ من ثاني"
غضب
الماء... هدر... وعلا الصّوت:
" إنت ناوية تمشي وتنساني؟؟؟"
ما
لقات قوّة تقاوم، ترخات
وسط
ماء هرهار يجري غاضب
مزروب بالخطوة حاملها بثبات
ما
عارفة لوين توصل بالمتاعب
حبّت
تعرف ما قال من كلمات
ما
شافت منها معنى ثابت
سلّمت
أمرها للماء وعلات
صار
الجسم يعوم كالقارب.
ولمست
الماء بيد ضعيفة
والفكر
شارد مهموم
حسّ
الماء اللّمسات الخفيفة
هدا...
وصار معاها يعوم
وتكلّم
بعد الغضب بكلمات لطيفة
قاللها: "ما تعذّبش حبيب مظلوم"
ولامسها
برقّة ومحبّة عفيفة
غمّضت
العين وجاها النّوم
وحلمت
بروح طايفة رهيفة
وهدا
الجسم منها ما نجّمت تقوم.
حسّت
راحة غريبة في جسمها سرات
وفي
روحها المحتارة الهايمة
علا
الماء ومعاه تعلاّت
في
لذّة حايطة بيها وهي عايمة
وصارت
تتغنّى بالآهات
اللّي
كانت في صدرها كاتمة
وحسّت
بالفرحة، لكن بكات
تحبّ
تنسى أيّام قاتمة
وما
طوالتش بيها الأوقات
حطّها
الماء على البرّ سالمة
حلّت
عينيها وتملاّت
شافت
الماء بعيون حالمة
ينظر
لساقيها اللّي تعرّات
حشمت
وهبّت بسرعة قايمة
ولقات
الدّنيا مزيااااانة... وزهات
وصارت
لسرّ الماء فاهمة
قالتلو:
"يا ماء إنت سرّ الحياة"
وعرفت
محبّتو اللّي على صفحتو هايمة
ونسات
علاش للواد جات
وروّحت
بوهم فرحة دايمة...
~وهيبة ڤويّة~