وحيدة، كنت أراقب الظّلام،
حين شقّ ضياءُ وجهك العتمةَ ومزّق رداءَها ليؤنسني...
تأمّلتك وأنا أبتسم.
نَمَتْ في قلبي أمنيات،
وأينعت تريد الوصول إلى شفتيّ.
أَنَمْتُهَا في عينيّ
لتنهمر في سماء شرفتنا وتُشعل قناديل الشّوق على مدى ليلنا.
سألتك: هل ندخل شرفة
القلب؟
ابتسمتَ لي. ودمعت عيناي.
فتحتَ لي بابًا، فاندفع
منه النّور وجفّ الدّمع... ووقفتَ أنت أمامه وفي يدك وردة وقصيدة...
قلت لي: لم أنسَ...
وامتدّت يدك إليّ بالوردة
ولكنّها كانت ذابلة ذاوية...
قلتَ لي: لا أحبّ أن أرى
مطر عينيك، مطرهما يجفّف ينابيع الورد.
امتدّت يدي إلى القصيدة
فمنعتها عنّي.
قلت لي: هي
"حلم" لا يقرأها لكِ غيري...
وسكت صوتُك.
ثمّ صار همسا دافئا...
ولامستُ جبينك فتعطّرت
كفّي. ومرّرتُ يدي على رأسك.
سألتك: تشكو تعبا؟
عاتبتني بابتسامتك: قد زال
تعبي فراحتك تريح جبيني.
وهيبة ﭬويّة
من نصوص: أنا وصديقي نرتّب الكلام
الصورة في ضريح الشابّي، بروضة الشابّي بتوزر في 10 أكتوبر 2015 في الذّكرى 81 لوفاة الشّاعر... واستمرار روحه فينا |