تحاصر الصّورة صوتي الّذي كان يدندن لحنا غريبا، بلا ناي، ولا قيثار... لحنا يطوف بذاكرتي وينهمر في روحي ويطوف بها، فأطوف به، والبحر أمامي مدد للأنغام، يركض موجه إليّ وتركض أنغامي إليه، ولا أطاله ولكن تطاله ظلالي، وتلتقط صورة للذّكرى. وتفيض الألحان تلملم الذكرى والتسابيح وركض الماء، وأصير نايًا أرتّل وصايا السيّدة: "كوني أنتِ... احملي ظلالك على كتفيك بكبرياء وسيري في متاهات الحياة مثل ألحان الوجود وافتحي بالنّشيد أبواب السماء..."
ومضيت أدقّ أبواب
السّماء بلحني الغريب وأطوف حول ذكرى سيّدة الوصايا. مازلت أحمل ظلّي وظلّها
وأرتّل تعاليمها مع موج الذّكرى الرّاكض بين ضفاف روحي.
وهيبة
قويّة