أمامي باقات من الورد، أُشبِعُ
أنفاسي بعبقها وأحتمل الحساسيّة التّي تصيبني
منها.
باقاتي فيها من الورد ما بدأ يذبل وتتساقط أوراقه " وعمرُ الورود قصير". وفي نفس الباقات ورد
يحتمل انغلاق الغرفة والقليل من الماء الّذي أقدّمها لها، وأشعّة شمس أحيانا
ذاوية، وبعض الكلمات الّتي تشجّعها على مغالبة الظّروف القاسية الّتي أُجْبِرَتْ على
العيش فيها. فأيّا كانت المعاملة فقد حُرمت كلّ وردة بيتها وصحبة رفاقها من الورود كانت
تتراقص معها على أفنان الأغصان وحُبِسَت في مساحة ضيّقة.
تقاوم ولكنّها ستذبل
وتموت، حتّى وإن بقيت على شجيراتها.
حدّثتني الورود مرّة أنّها تحبّ
أن يقطفها إنسان يحبّها لأنّه سيدلّلها. بل هي تطمع في من يجعلها عطرا، فتظلّ في
أنفاسه رمزا لوفائها له وردّا لجميل العناية بها.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد ما
واساها حضنت بقوّة الورد
نظرّلها
بحنان ورقّة عجيبة
باسها
ملهوف على جمرات الخدّ
وجمرات
وراقو الحمراء صارت لهيبة
لهبت
فيها نار ما يطفّيها حدّ
وترجّاها
تداويه تصيرلو طبيبة
ظاهر فيه
عشقها بالمنجدّ
طلبّ
منها تكونلو قريبة
سكـتت ما
عرفتش آش تردّ
كان بالدّمعات
على الخدّ سكيبة
وشافت
صديق يواسي،صورة باقة ورد؟!
سطّر يا
فكرة حكاية غريبة!!!
شافت
الورد أعناقو تتمايل
ناجاتو
بكلمات من قلبها رقيقة
رفع
الرّاس وعرقو سايل
وخبّرها
بصدق على الحقيقة :
"فاتني
الرّبيع وعمرو ما يرجع
ويمكن
نموت في أيّ دقيقة
لكن
ربيعك ما يلزمش يودّع
أرجع
للّيل وكونلو صديقة
يصونك
وحبّو ليك ما يتزعزع
نوصّيك
،محبّتو خلّيها ليك رفيقة"
كلماتو
ثابتة ما طالت
وأنفاسو
معدودة ومحسوبة عليه
كيف كمّل
حديثو أوراقو سالت
مذبالة
وفانية حايطة بيه
جمعتها
قطر ندى ريحتو فاحت
ذكرى من
حبيب عطرو موش ليه
عشقو
حوّلو دمعات ذابت
وصار
عشقو شذى تتعطّر بيه
مقطع من: حكاية صدفة بقلمي، وهيبة قويّة