كم أحنّ إلى "حومتي"!
هذا الحنين يستولي عل مجامع قلبي...
هو الحنين
إلى كلّ مسام المكان
الّذي عشت فيه... ببساطته وتقاليده... بروعة ناسه ومواجهتهم لمشاكل حياتهم اليوميّة
بابتسامة ما انفكّت ترتسم على وجوههم وهم عائدون خلف دوابّهم وأبقارهم عند
الغروب... يمرّون من أمام أطفال "حومة سيدي بنعيسى" فتمتدّ الأيادي الصّغيرة
إلى قبضة من عشب طريّ وتمتدّ يدي بخوف شديد إلى الزّهرات الّتي سقطت من أحمالهم هنا
وهناك...
هذا الحنين... يحطّ برحلنا دائما عند مرافئ الذّكريات ويغذّينا بالأمل ويحدو خُطانا
نحو العالم الواسع.
لذلك سنستعطف
دائما لحظات جميلة من طفولتنا نقطفها نجوما تنير طريقنا وتضيء تلك الزّاوية الّتي
ما زالت تنبض بالحياة داخلنا... في ركن نيّر كامن في أعماقنا يتسرّب منه الأمل ليملأ
حياتنا أملا...
وهيبة قويّة
يا الله هذه صورة من خيالي لم تمح ... حديثك
ردحذفممتع وجميل جدا ...
شكرا لك أيّها الصّديق على مرورك الرّشيق، لا أحد عبر " حومة سيدي بنعيسى" إلاّ وقد علقت هذه الصّورة بذهنه...صورة يحبّها أبناء العالية كثيرا... هي أصيلة في أبنائها الّذين امتزجوا بحبّات ترابها وتعلقت أوحال" غروس التّفّاح والعوينة واللّوز والتّوت..." بأرجلهم صغارا وكبارا تجذبهم بها إلى محورها...فيغيبون عنها جسدا وتظلّ فيها أرواحهم سامقة مثل شجرة التّوت وذكريات صبانا. تلقي في ذاكرتهم حفنة من ياسمين وتظلّلهم بأوراق الزّياتين والتّين...
ردحذف