وردة
عندما اشتدّ
وقع خطى فصل الجفاف في حياتها تسرّبت إلى روحها نسمات أمل من جديد فأورقت أغصان
الورد ولمع بريق الحياة على صفحة أوراقها...
وردة عبرت
مسافات البعد تعرّي ملامح الجمال الكامنة فيها لتوقظ قلبا غزاه الهرم والوهن، قلبا
تناست ركنه النيّر وظنّت أنّ قناديله مطفأة...
وردة عبرت سنوات عجاف ثلّجها جليدُ الوقت
الرّتيب وجفتها يد الرّبيع فنامت تحت تراب الأمل تنتظر وردا يحلم بالشّمس والنور لتستعيد به الحياة...
ثمّ في غمرة الوقت نسيت الورد مع أنّها ترد موارده.
كم فرحت وهي تتخيّل
قطرات النّدى تقع على أوراقها وتشتمّ منها عطر فجر ربيعيّ يحلم بالحبّ فيقبّل منها
الثغر ويترك لقبلته أثرا يغري الفراشات فتقترب منها وتمتصّ النّدى حتّى ترتوي ثمّ
تحلّق فوقها تنعم بجمال لونها.
تمنّت لو كانت هي الفراشة...
وكم تمنّت أن تستنشق
شذى الوردة أو تلمس شوكها... لا أن تراها في صورة من بعيد. وظلّت تمنّي النّفس بأنّها سترى وردتها البعيدة وأن تستمتع برؤية الشّمس تغازل ورقاتها وتنكسر أشعّتها على
لمعان قطرات المطر الذي انسكب عليه هذا الصّباح...
وسمعت نفسها تكلّمها وتهمس
إليها، ثمّ فتحت عينيها على صورتها من جديد...
قد حباها
الله بصفرة مشوبة بحمرة تمتزج على تيجان أوراقها ثمّ تتشرّبه في لمسات إبداع
ربّانيّة فمن رآها عن بعد أغراه سحر الورديّ النورانيّ اللّامع فيها، ومن اقترب
منها سبّح بحمد من جعلها شعلة نار تتأجّج داخلها شديدة الصفرة ألهبت الخدّ منها
فبدت عاشقة اعتلّت روحها فأخفت ما بها وفضحها تورّد الوجه وباح بسرّها الدّفين...
تنفّست عطر
الوردة، لم تر غيرها... ثمّ استقام عودها ليحمل برعم حلم جديد بدأت أكمامه تتفتّح
للنّور والحياة.
♥ وهيبة قويّة ♥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التّعليق يظهر بعد مراجعته. شكرا