15 مارس 2020

دودة

دودة

 
  حين يصيبني الحزن أصير دودة تحلم بأن ينبت لها جناحان ملوّنان
.

أهيّء فراشي الّذي فقد لونه، ولم يعد يحفظ عطري. فراشي ضيّق بحجم نقطة بلون تراب الحقول حين تعبث بوجهه الرّياح. أتمدّد في فراشي وأتغطّى بخيال من حرير.

ألفّ الحرير حول جسدي الّذي يضيق بجلده. وأسلخه مثل فكرة جافّة بلا معنى وأُلبسه حرير حلمي.

حلمي مثل فراشي، نقطة بلون غائم ينسلخ عنه شعاع شفّاف بطول حزني. يتمدّد الشّعاع إلى جانبي فأمسك يده، أعني طرفه، وألفّه حول خصري.

يحضنني الشّعاع ثمّ يطول فألفّه حول خصري فيطول، فألفّه وألفّه... فيتّسع المكان، يصير غيمة مخمليّة. أمدّ يدي إلى قطنها. ملمسها الحرير يداعب يدي ثمّ خدّي ثمّ يصير مناديل تمتدّ إلى عينيّ.

على كلّ منديل أرسم لؤلؤة وأطرّزها بلون من قوس فكري وتبدأ الحكايات الحزينة تترقرق على مناديل الغمام، ويتدفّق غيم العينين.

قبل أن أسرد آخر حكاية حزينة تنقشع الغيمة عن سمائي وتنفتح سواقي الألوان وتتفجّر النّقطة النّورانيّة مثل نافورة تنشر الضّوء حولي. ويتّسع الفضاء أكثر وأكثر.

تحملني خيوط الحرير إلى البعيد، وتهديني جناحين ملوّنين. ولكنّي لا أطير بهما. فالفضاء الواسع اتّجاهه واحد يسير نحو بهرة ضوء واحدة مثل عين بكلّ الألوان ولكن بلا أحلام.

وهيبة قويّة

موحزن، 

لكن كورونافيروس تأمرني بأن أحيا في أمان كما في أيّامي العادية. أفكّر، أكتب، أتنفّس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التّعليق يظهر بعد مراجعته. شكرا

وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب***
زاوية دافئة من القلب *** مدوّنة خاصّة *** وهيبة قويّة *** الكتابة عصير تجربة ولحظة صدق تحرّرنا من قيود تسكن داخلنا، نحرّرها، فنتنفّس. ***وهيبة قويّة

الأكثر مشاهدة هذا الشهر

مرحبا بزائر زوايانا

free counters