الكتابة عصير تجربة، ولحظة صدق، تحرّرنا من قيود تسكن داخلنا... نحرّرها، فنتنفّس. ***وهيبة قويّة
13 مايو 2011
الألم ...أعمق وأصدق
نكبر... وتكبر معنا
الآلام كما تكبر معنا الأفراح... ولأنّنا نعيش الفرح في لحظته ونستمتع به في وقته
فإنّه يعبر ويرتسِم ذكرى أشبه بخيالات حلم بعيد. وأمّا الألم فهو أبقى في
حياتنا... ويظلّ راسخا ويكبر لأنّنا نسقيه بجواهر عيوننا ونبضات قلوبنا الصّادقة، فيحتلّ في ذاكرتنا حيّزا هو أقرب إلى الوفاء لشدّة ما
لازمنا في أيّام شقائنا. وقد نبتسم له من بعيد عندما يلوح لنا بعد أن نتجاوزه
ولكنّه يبقى هو الأوفى لأنّه يعود إلينا ليصاحبنا ويشاركنا دموعنا إن عادت أيّام
بؤسنا.
الألم ليس
دائما الجراح القاسية وإنّما هو أيضا أَثَرٌ لما تخلّفه كلّ لحظاتنا الّتي نحبّها
ولا نريدها أن تنفلت منّا... ومع ذلك تنفلت فلا نجد غير الألم يعيدها... ولذلك يكبر
فينا ويكبر.
وأرى أنّ
الألمَ عمقٌ فينا يتجلّى صافيا صادقا... لأنّنا قد نبتسم لإظهار السّعادة رياءً،
ولكن لا نتألّم إلاّ صادقين.
صحيح أنّنا
نخفي آلامنا غالبا، ولكنّها عندما تطفو إلى سطح نفوسنا ولا نقدر على مزيد إخفائها،
تراها نقيّة، صافية، برّاقة... كما اللّؤلؤة... كما الجوهرة يصقلها الضّغط ويطهّرها
الوقت فتصبح أنْفَسَ الأحجار الكريمة... لا تشكّ في نفاستها أو قيمتها... وتجدها قويّة
صلبة لا يصدعُها غير اليواقيت ممّن تضاهيها صفاء وصلابة... ولذلك ألمنا هو مصدر
قوّتنا لا ضعفنا.
وهيبة قويّة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
-
دودة حين يصيبني الحزن أصير دودة تحلم بأن ينبت لها جناحان ملوّنان . أهيّء فراشي الّذي فقد لونه، ولم يعد يحفظ عطري. فراشي ضيّق بحجم نقطة...
-
رواية العراء للكاتبة التّونسيّة، حفيظة قاره بيبان من الرّوايات الّتي تَقرأ الإنسانَ... بشفافيّة مفعمة وبشاعريّة الحرف وصدق المشا...
-
اليوم تبدأ رحلتي... *في البدء... الإنسان: "حضور الإنسان في مثل هذه المهرجانات هو الأساس، أمّا النصّ فسبب فقط للحضور&qu...
-
صورة "ما بين الحنين إلى الماضي والأمل في المستقبل تنفتح أبواب الرّجاء، فاقطفي الأمل وامضي في طريقك". هكذا قال الفنجان . تفتح...
-
أمامي باقات من الورد، أُشبِعُ أنفاسي بعبقها وأحتمل الحساسيّة التّي تصيبني منها. باقاتي فيها من الورد ما بدأ يذبل وتتساقط أوراقه &qu...