وترُ الفـؤاد معذّب النّبضات
قد بات يشكـو الوجد في الفلوات
يهفو وحيدا ما له من صـاحب
غيرِ الدّموع تفيـض والعبَراتِ
مستوحشـا وسواد ليل قـد رَنا
بطيـوب حِبّ عـاطر النّسمات
جفتِ اللّحـون دماءه وتسـامقت
أطيـافُ ليل آفـل النّجمـات
فتذكّر الهمس الّذي في نبضـه
وشدا يعـاتب آخـر السّكَـراتِ
*****
يا سامِعًا خَفَقَاتِ قلبٍ قد قَضَى
أرجِعْ إلى دقّـاتِه النّبضـات
أنْعِشْ وَجِيـبَ القلبِ تَنْدَفِعِ الْحَيَا(ة)
فالدّقّ يُذكي الْقَلبَ بالنّغمات
واعزِف على أوتـار قلبٍ هـامِسٍ
فبِهمسِهِ قَدْ أعْـلَنَ الصّلَواتِ
واخشَعْ لدى محرابـنا مُتَبَتّـلاً
رتّلْ لدينا أصدقَ الدّعـواتِ
يـا سامعا نبضًا تعتّقَ في دَمي
اِهْمِسْ لقلبٍ عَـاشِقٍ بِحَيَاةِ
سَمِعَ الوجيـبَ مُرَدَّدًا فِي نَبْضِكَ
فَحَنَتْ حَنَـايَا الْقَلْبِ باْلخَفَقَـاتِ
وتمـايلت أفنـانُ قلب مُنْتَشٍ
قَدْ أَشْغَفَتْـهُ الْعَيْنُ باِلنّظَـرَاتِ
عَطَفَتْ تُمَنّي النّفسَ أطْيَابَ الْمُنَى
فَتَثَنَّتِ الأَعْـطَافُ بِالرّقَصَـاتِ
غَمَرَتْ شِغَافَ الْقَلْبِ حُبًّا صَادِقًا
يَشْكُو لَهِيبَ الشّوْقِ وَالْجَمَرَاتِ
وتفتّحت أكمامُ وردٍ يـانِـع
وتمتّعت بالودّ والقُرُبَاتِ
وجَنَتْ رحيقَ الزّهر مَختُومَ الجَنَـى
قَطَفَتْ شَهِيَّ الثّمْر في الوجنـات
قد جادتِ الكأسُ المُعتَّقُ رَوْحُهـا
فَسَرَت تُحيّي الثّغرَ بالـقبلاتِ
تُحْيِي لذيذَ الْعِشْقِ في قلبٍ هوى
وتُعطّرُ الأنفاسَ بالنّسـماتِ
وسَرَى الورى متبسّما مستبشـرا
مـتزيّنا بأطـايِبِ النّفحاتِ
*****
يا سـامعا شدو المعنّى ارفق به
واسكب رحيق الرّوح بالهمسات
وادفع إلى عينيه نـورا غـامرا
وأعد إلى شريـانه الخفقات
يا قلبُ لا تحزن وفيـك بقيّة
من نبضك الملهـوف والجمرات
كلّ المآسي تنجلـي وتزيـحها
من ثغر حِبٍّ رائـعُ البسـمات
من خفْقِ زهرة حبّـه فلْترتَوِ
لِـتجُدْ عليْكَ حياتُه
بحياةِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التّعليق يظهر بعد مراجعته. شكرا