كاندل |
ضوء الفجر يختفي خلف بقايا اللّيل. وأنا أختفي تحت الغطاء بحثا
عن بقايا دفء محتمل. تحت جفنيّ بقايا نوم لو استسلمت إليه فسيحملني إلى الدّفء
والأحلام. عظامي توخزها شحنة كهرباء باردة حارة في نفس الوقت.
القطة بشراستها الطبيعيّة تطلّ عليّ وهي تدوس بأقدامها القطنيّة
الغطاء تمهّده لتنام في دفئه ودفء أنفاسي. وجودها قربي يزيد من لذع الكهرباء في
عظامي. أتحرّك. فتفرّ مبتعدة ثمّ تعود لتطلّ على وجهي وتحاول لمسه بخوف. أنظر
إليها فتشيح بنظرها كأنّها تقنع نفسها بأنّها لا تراني وتمهّد ثانية بأقدامها
المكان ثمّ تستقرّ بين كتفي ورأسي وتسترخي... ولا أنام.
تخاتلني وأخاتل حركاتها وأبحث عن علاقة الكهرباء بهذه الكتلة
القطنيّة الصامتة (كاندل قطيطتنا الشرسة لا تموء بل تخمش). لماذا يشتدّ لذع هذه
الشحنة الّتي تعوّدتها منذ سنوات حين تتمدّد القطيطة قريبا منّي أو فوق رجليّ أو
فوق كتفي؟
يقول جماعة الطاقة بأنّ القطط تتشرّب الطاقة السلبيّة وتنقّي
المكان منها. فهل أحمل كلّ هذه الطاقة السلبيّة؟ غريب! أنا أشعر بالإيجابيّة
وبالحياة وبالرغبة في الركض بعيدا عن الفراش والغطاء والصباح النائم في حضن البرد
الرماديّ. وها أنا أطبق جفنيّ على بقايا النّوم وأنا أركض والقطّة تلاحقني وتظنّ
أنّني ألعب معها وعظامي تئنّ تحت وطأة الوجع والكهرباء وتتمدّد بكلّ بردها على
فراش يحاول إبعادها عنه فتجمع رميمها وتتكوّر بحثا عن دفء محتمل في صباح بارد يرفع
ستائره الرماديّة على ضوء خافت مازال الظلام يخالطه.
وحدها القطة في كلّ هذا البرد المعتم تجد حلم بياضها الدافئ
وتسترخي متجاهلة حركة الصباح.
#وهيبة_قويّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التّعليق يظهر بعد مراجعته. شكرا