‏إظهار الرسائل ذات التسميات زاوية نقرأ فيها الآخرين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات زاوية نقرأ فيها الآخرين. إظهار كافة الرسائل

30 أكتوبر 2013

الخنيفسة المزيانة... إصدار دار الجسر الصّغير للنّشر، تونس


الهكواتي، وجيل الغد... والكتاب جسرنا إلى مستقبل أرقى

حول الإصدار الجديد لدار الجسر الصّغير للنّشر يجمع الهكواتي/ سالم اللبّان الأطفال... 
 
الدورة الثلاثين لمعرض الكتاب الدّولي بالكرم، تونس
الهكواتي، وجيل الغد... والكتاب جسرنا إلى مستقبل أرقى


" الخنيفسة المزيانة": 


هكذا نجمع الأطفال حول الكتاب... ضدّ الجهل

حكاية من "حكايات ميمة" بالدارجة التّونسية والفرنسيّة... تأصيلا لثقافتنا الجميلة. حكاية تجمع الجدّة إلى الأحفاد، مثلما تجمع الأمّ إلى أطفالها، أو المعلّمة في روضة الأطفال بأطفالنا قبل مرحلة التّعليم في المدرسة...
معهم ومع الحكاية نجتمع في ليالي المطر واللّيالي المقمرة وليالي السّهر.. لأنّ طفلنا رهاننا لأجل مستقبل أفضل لا تنقطع فيه ثقافته عن الأصيل ولا عن تثاقف مع الآخر يعبر إليه عبر الجسر الصّغير
...فشكرا للجسر الصّغير الّذي به تكبر أحلامنا مع أطفالنا
وهيبة قويّة

19 نوفمبر 2012

رواية العراء للكاتبة التّونسيّة، حفيظة قاره بيبان

رواية العراء للكاتبة التّونسيّة، حفيظة قاره بيبان 



من الرّوايات الّتي تَقرأ الإنسانَ... بشفافيّة مفعمة وبشاعريّة الحرف وصدق المشاعر...
هي الرّوح الشّفيفة الّتي تواجه الإنسان والأرض من عليائها وتوجّه قدره كما الإله العليم... تشرف على العالم مثل روح نورانيّة تُطلّ من سمائها تقرأ عراء جسد "دجلة" البطلة، يصارع السّرطان... وعراء أرض تعمّق سرطان الاحتلال فيها، وامتداد لعنته على كلّ أرض تحمل موقع قدم لأحد أهليها: فلسطين، كلّ ذلك في تراوح ومقابلة شاعريّة يرتوي حرفها من معين الإبداع ... بكبرياء الحياة، وتواضع الأنبياء.
نقرأ في الرّواية فاجعة تلو فاجعة، ونقرأ صفحات من تاريخ فلسطين... صفحة تركنا أثرها في "دروب الفرار" مع " شرود" و" ليلى غسّان"... ترحيل الفلسطينيّين من لبنان إلى تونس في 1982... ما زلت أحمل ذكرى ذلك اليوم وقد حفرتها الكاتبة نقشا بديعا في رواية، عن سرطانين لتتدفّق معاني الحياة.. حياة الإنسان في مرآة "العراء"...
هكذا هم المبدعون... يقرؤون الحياة كما الأنبياء، ويرسمون نبوءاتهم على كفّ الأوراق لتشدّ عليها في قبضتها وتحيلها خطوط قدر....
العراء... رواية للكاتبة المبدعة: حفيظة قاره بيبان، بنت البحر
~~~~~~~~~~
(( لم أتيت؟
لم عاد عطر زهر الأرنج معك، يوقظ صباحات الصّبا، يرقص الشّجر و يشعل في الآن ذاته جراحات ذرّوا عليها رماد المنافي وكمّموا صراخها الدّامي بواجبات اللّجوء في أراضي الغربة المتوالية؟
..لم أتيت؟؟ لتقطعي الحبال الّتي ربطتني إلى مرافئ الانتظار، و تبدّدي غمامة السّكر، فيفتح سكّينك جراحي و يقطع باقي أصابعي الّتي طيّرتها الحروب؟ فأعود أنا، غسان سلمان، الفلسطينيّ، الشّاعر، بشوقي وحنيني و جنوني و هزائمي، أمام عينيك الحوراوين القاهرتين، على كرسيّ الاعتراف، وأنت، في صمتك المهيب، تنصتين .((
رواية "العراء" للكاتبة التّونسيّة: بنت البحر

22 مارس 2012

الأمّ : كتاب للكاتبة بيرل باك، وهيبة قويّة

غلاف كتاب الأمّ، لبيرل باك

الأمّ: رواية للكاتبة بيرل باك
PEARL BUCK 

في كتابها "الأمّ" تقول بيرل باك:

 ...*Qu’est-ce que cette femme qui ne dit pas son nom, et qui n’est que la Mère, la statue de la Maternité*

الكتابا يشدّ القارئ في كلّ تفاصيله. راعني ما فيه من المعاني. لم أكن آنذاك قادرة على التّحليل، وقد كنت تلميذة تبحث عن لذّة القراءة في كلّ أنواع الأدب. ومنذ سنة 1985 احتفظت بنسخة من الكتاب وكأنّه كنز. بل لم أدّخر مصروفي لشراء أكثر كتب الكاتبة...
أردت وقتها أن أحتضن الأمّ، أن أساعدها... أن أساعد تلك الّتي تفقد زوجها ثمّ ابنتها ثمّ ابنها فكأنّها تحيا وقد بُترت أعضاؤها جميعا الواحد تلو الآخر... فيصير وجودها مدعاة للشّفقة وطلب الرّحمة لها للخلاص من مآسيها... وتعيش ببساطتها، على وتيرة واحدة، في معاناة مريرة تتوالى مشاهدها كلّما أجدبت الأرض أو اعشوشبت وأزهرت أو جادت بثمارها أو تساقطت أوراق الخريف عليها، أو لحقها الموت... فتجذبنا بصبرها وألمها للإعجاب بهذه الأمّ، وتغرينا بأن نقف لها وقفة إكبار وأن نعترف بأنّها عظيمة...
القصّة تشدّ القارئ وتحفّز مشاعره، تدعوه إلى المعنى الحقيقيّ لكلمة الأمّ، ذلك العطاء المواصل الّذي يغالب الزّمن في صراع صامت، قانع، وترى الجمال فيه قائما بذاته في روعة تأخذ بالألباب. فتتجاوز عن خطئها وتجد لها الأعذار ويملؤك الإحساس الداّفئ  فتعلم أنّك تشتاق إلى أمّك وهي قريبة منك. وتصرخ "أمّي" في أعماقك لتتجلّى لديك صورة أخرى عن أمّك، عميقة في ذاتك تأخذ يدك بحنان ورفق لتخطو بك إلى عالم أمّك أنت، فتجدها أجمل ولكنّك لا تجد العبارات القادرة على وصف جمالها وتتمنّى أن تصبح أقدر على النّطق...
وهيبة قويّة

1 مارس 2012

حديث الرّوح للأرواح... إبداع... D'âme à âme


مقدّمة: 

"Une sirène nous fait découvrir une gallérie au bord de la mer dans une grotte... Un trésor au nom D'Anne VOLPE… Des âmes en communion… !! Un musicien de passage vint s’inspirer... !!"

Abdessamad Boussacsou**


"Cela m'inspire aussi. J’écrirai mon texte."
Wahiba Gouia**

FUSION DANS L'INFINI SACRE
huile lin/bois
1m50/2M20
انصهار في اللاّنهائيّ المقدّس

كتبت النصّين منفصلين ولم أترجم، حاولت أن أجد ما يصف سحر لوحات "آن فولب" فلم أفلح، وحاولت وصف موسيقى المبدع "عبد الصّمد" فقصُرت عباراتي. أرجو فقط أنّني أحسنت النّظر إلى إبداعٍ يحاول أن يرفعنا إلى عالم الفضائل ويصفّي نفوسَنا بالتقاء الأرواح في صفاء وبحث عن جمال حولنا وعن وجودٍ له معنى.

Introduction :

Le texte en français n’est pas une traduction même si les idées sont presque pareilles. Je me suis trouvée inapte de traduire et de lire toute la beauté des tableaux et de la musique.


مبدعان: رسّامة وموسيقار... وقارئة:


Anne Volp

يلتقي مبدعان بحثا عن الحقّ والجمال في تواصل روحيّ رائع و إبداع لا ينتهي.  الرّسّامة "آن فولب" « Anne Volpe » من بلجيكا، و"صديقي العازف" كما تعوّدت أن أدعوَه دائما، صديقي المبدع وعازف النّاي "عبد الصّمد بوساكسو"   « Abdessamad Boussacsou » من المغرب الشّقيق، من مدينة مرّاكش.
وأمّا أنا، فامرأة عاديّة جدّا، وأحيانا فراشة من نور تبحث عن الجمال وعن الحقّ في كلّ تجلّيات الوجود لأجل ذاتها المفردة ولتحقيق التقاء الرّوح بأرواح خيّرة.

Deux Artistes... et une lectrice:

Deux artistes dont les âmes en communion se rencontrent . «Anne Volpe», peintre, sculpteure… de Belgique et mon cher ami Marocain «Abdessamad Boussacsou», musicologue, musicien, compositeur et joueur de flûte

Abdessamad Boussacsou

Quant à moi, «Wahiba Gouia»; prof d’Arabe, simplement une femme, ou parfois, un papillon à la recherche de lumière, de beauté, de la vérité dans tout ce qui m’entoure et qui me procure paix et sérénité. Je suis une lectrice à la recherche de belles âmes en communion avec la beauté divine éternelle.

حوريّة النّور:


"آن فولب" أو "حوريّة النّور"... بفرشاتها الساحرة تبحث عن إشراقة من إشراقات الحياة فينا، هي إشراقة الرّوح. في لوحاتها تنبعث تموّجات النّور المتدفّقة. فلا عتمة. وتُظلّلنا بإبداعها فتستظلّ الرّوح بمعاني الهدوء وتنبعث متجدّدة فنسكن معها في سماء الإبداع.

"آن فولب"، "شهرزاد" تروي لنا عشق الرّوح في وجد صوفيّ، وفي إيهاب "سندباد" وفي تطلّع الفنّ إلى الارتقاء بروح الإنسان حدّ التوحّد مع عالم الذّات المفردة لتتفجّر معاني الحياة من جديد وتدرك عالما علويّا متدفّقا بالنّور، ويتوحّد الإنسان مع الكون. في حركة دائبة بين الانبعاث والتجدّد، فلا فناء.

ويقتنص "عازفنا السّاحر" لحظة الإبداع وإشراقة النّور، يرسمها "نوتات" ونغمات تحملنا إلى الإبداع طوعا في انسياب بديع. المبدع "عبد الصّمد" تشرق على نغماته أنوار القلب ليدرك المعنى الأسمى للوجود وننخرط معه في حلقة الإبداع باحثين عن النّور: نور الحقّ. فتلتقي الرّوح بالرّوح. هناك، في عالم الإبداع النّورانيّ. وفي تفجّر الرّوح بمعنى الوجود الحقّ لإيصال رسالة الإبداع، وإنسانيّة اللّحظة عندما تلامس معنى الوجود وتحملنا إلى التوحّد معه في خشوع.

أيّكما صديقيّ خاض تجربة رسم الألوان بالموسيقى والنّغمات وأيّكما خاض تجربة عزف النّغمات بألوان الرّسم؟ أراكما معا منبعا من منابع الخير في جلال الإبداع وحامليْن رسالة الحقّ عبر شعاع من نور يصل روحيكما بأرواحنا.

فأتطلّع معكما إلى عالم النّور.

la «sirène de lumière »  
Anne Volpe, ou la «sirène de lumière », avec son pinceau magique cherche à révéler en nous une lumière intense ce n’est, qu’une lumière qui purifie l’âme et qui guide nos pas vers une vraie vie, celle où l‘âme s’illumine de foi.
Dans ses tableaux dominent les vagues de lumière, «déferlement de vagues exaltantes »*(Anne Volpe). Plus d’obscurité, et rien d’autre qu’un « purgatoire » où nos âmes cherchent à atteindre la vérité absoluec’est une Lumière Divine.
Les œuvres d’Anne Volpe est un jaillissement de lumière et de couleurs renouvelables qui nous prennent par la main pour vivre la paix et pour une méditation infinie. Alors, nous voilà dans les vastes cieux de la beauté, de l’art et de vérité.
Anne Volpe, cette belle âme, ou encore, «Cherazad », elle nous raconte l’amour, le vrai. Un AMOUR soufique, divin. Je la trouve plutôt « Sindbad » à la recherche, non de l’aventure en soi, mais à la recherche de la beauté et de lumière. Elle s’aventure dans le monde de l’ART à la recherche de la vraie vie. Celle où les âmes se rencontrent  dans un monde éternel.
Et voilà, notre ami l’ARTISTE musicien qui est au rendez-vous avec la beauté pour nous émerveiller, encore une fois, avec ses notes en lumière et en couleurs.

Nous sommes tous là. Nos âmes recèlent  cette lumière. Nous poursuivons un même chemin. C’est celui de beauté, de créativité et de vérité. C’est un moment où nous tentons tous à s’unir avec l’amour divin, c’est l’union des âmes en toute sérénité et révérence.
Lequel de vous deux, mes chers artistes, s’est aventuré pour peindre en musique et pour écrire ses notes musicales en couleurs. Vous deux, source de beauté éternelle, «passeurs de lumière»*(Abdessamad Boussacsou) transmettant la prophétie de la vérité éternelle ; la communion des âmes .
Et me voilà, je vous admire, avec des yeux qui poursuivent votre lumière ; et mon âme qui essaie de rejoindre les belles âmes à la recherche de la lumière et de la vérité.

موسيقى انعكاس الرّوح
reflet de l’Âme
de Abdessamad et Anne


22 فبراير 2012

ضاع المنديل المزركش - [عــود الــنــد]



بعض النّصوص تعلق بقلوبنا منذ أوّل قراءة لها، ليس لأنّنا نعرف أصحابها ولكن لتماسك بنائها أو لفكرتها أو لمعناها، وبعض النّصوص نودّ لو كتبناها فنجد أنّ أصدقاءنا كتبوها عنّا. فتصبح قريبة أكثر منّا وإن كانت بسيطة اللّفظ. كفانا أنّها تحمل شيئا من فكرنا ومن نفوسنا.


ضاع المنديل المزركش: أشواق مليباري


قرأت النصّ مشفوعا بقراءة الأساتذة المتميّزين، وأسعدني أن أجد العناية بنصّ الصّديقة أشواق. وأعدت القراءة على ضوء التّعاليق ولست أضيف كثيرا إلاّ ما يخصّ بناء النصّ لأنّه قد يفسّر ما لوحظ من قفزات زمنيّة، وأنظر في بعض الاستعمالات اللّغويّة، وأتوقّف قليلا عند عتبة العنوان، وأمّا المعنى فأرى فيه طفولة وبراءة عشتُها مع حيوانات وديعة ما اقتربت منها إلاّ لأراها ولم أملك الشّجاعة إلى اليوم للمسها ولذلك لا يمكنني أن أصفها بإتقان كما قرأت في نصّ الأستاذة أشواق.
_ النصّ قائم، كما أراه، على زمنين. حاضر نعيشه مع فرحة الأطفال بحمل أبيض وديع. (كانت تحمله... إلى الجزّار) وماض عاشته الطّفلة منذ سنوات ظلّ عالقا في ذاكرتها ووجد فرصة ليطفوَ على سطح الذّاكرة برؤية الحمل الأبيض. (في ربيعها الثاني عشر.. لتعود من جديد إلى حاضر واقع في بقيّة النّصّ.
وقد مهّدت الكاتبة لاسترجاع الصور القديمة بصورة الحملين (حملان... جنبا إلى جنب) في تضادّ لونيهما وفي تكامل العلاقة بينهما فكأنّهما روح واحدة سكنت جسدين لا تصحّ بها حياة واحد منهما دون الآخر.
في بداية النصّ، كانت القفزة الزّمنيّة الأولى:الجدة قادمة إلى المكان، في جملة اسميّة تُعلّق السّرد إلى حين وتعطّله لنتابع الحركة الإنسانيّة الّتي تواجه صَدّ العلاقة بين الحيوانين: الحمل وأمّه. إذْ كان لا بدّ أن نجد محاولة لسدّ النّقص الحاصل في العلاقة بالفعل وشفعته الكاتبة بتفسير قد لا يُقنع الكبار ولكن للصّغار رأي حوله ويجدون الاقتناع في حجّة امتناع الأمّ بسبب آلام الولادة، بل القناعة بأنّها الحجّة الدّامغة. وهكذا نتبيّن أنّ تفكير" البنت" كبيرةً وأمًّا لم ينفصل عن منطق "البنت" صغيرةً. ويأتي باقي النصّ بتعليل قد يقنع الكبار، فالبنت قد عاشت تجربة مريرة مع حمل ربّته ومات صديقه عندما انفصل عنه لأجل شعائر العيد.
تفكير البنت في الحيوان لم ينضج حتّى وهي كبيرة، فالحيوان هو الحيوان في أعماق نفسها.
كما تميّز الجزء الأوّل من النصّ بغياب الرّابط اللّغويّ بين الجمل، فمنطق الأحداث السّرعة وهي تفسّر شغف الأطفال بالحمل ومتابعته في فوضى مشاعرهم البسيطة الصّافية تجاه هذا الكائن الصّغير في أيّامه الأولى. فغياب الرّبط أنتج ما يشبه التفكّك ولكنّه ساعد في فهم نفوس الصّغار في علاقتهم بالحمل الصّغير.
ولمّا استعادت البطلة صورة الحملين، حلّ الماضي البعيد وغلب على السّرد، وبدأت قصّة أشبه بالمضمّنة، بل قصّة حجّة على نوع العلاقات بين البشر والحيوان والحيوان فيما بينه، هي قصّة الحملين وعلاقة البنت بهما منذ الولادة وحتى ذبح الأوّل وموت الثّاني وتغيير ملامح المكان. هذا المكان الّذي رأيناه مع الكاتبة في وصفها: هناك... صار واضح المعالم: أشجار واخضرار وحظيرة وبيت وعلاقة رائعة وخيبة. وحيث حلّت الخيبة لاح الأمل، هكذا الحياة في تواصل... مات حملان وهذا حمل آخر. وكبرت البنت وصار لها أطفال وحلّت السّعادة ودارت الأيّام دورتها ولا تزال تدور بولادة الحمل وبتعلّق الأطفال به بإصرارها في قرارة نفسها أن لا تقدّمه إلى سكّين الجزّار. ممّا يشير إلى تواصل بين الزّمنين ماضيه وحاضره في نفس البطلة.
وفي أخر النصّ قفزة زمنيّة أخرى، إذْ تعود بنا السّاردة إلى الحاضر الواقع وقد كبرت البنت وأنجبت أطفالا "جدّدوا الأمل". وأرى الحمل أيضا تجديد للأمل في علاقة متواصلة مع الحيوان ولكنّ بقراراتها هي لا بقرارات والدها. وهذا ما يظهر بنية متكاملة لا تفكّك فيها إلاّ بما أوحاه من تمزّق في نفس البنت منذ ذُبح الحمل الّذي ربّته، وإنّما هي بنية في تواصل متين مع النصّ متكاملة مع المعنى.
_ وأمّا العنوان، فقد ظهر في النصّ في وصف البنت وكان واحدا من لوازمها لا ينفصل عن صورتها وهي تطعم الحملين وتسقيهما وتعتني بهما. كما ظهر في آخره ممّا يعيدنا إلى بدايات النصّ كما في كلّ القصص القصيرة. فحين نظنّ أنّنا فهمنا نعود على البدء نبحث عن سرّ النّهاية. ولم يكن المنديل المزركش الضّائع إلاّ لحظات من حياة تدور بالإنسان دورتها فتضيع ونستعيدها بما حولنا من الألوان ومن سعادة مرسومة على وجوه من نحبّ (الأطفال وفرحتهم بالحمل الأبيض). وصار ضياع المنديل المزركش ضياعا لفترة جميلة تفسّر العلاقة القائمة بين البنت وبين الحيوان. والخاتمة تبشّر باستعادته في صورة جديدة مع الحمل الأبيض.
ـ وأمّا اللّغة، فقد كانت لا تَكلّف فيها. بل انسجمت مع بساطة البنت ومع علاقتها بالحملين، منسابة مع فرحة الأطفال وإسراع الجدّة بقنّينة الحليب وفرحة الحمل بخطواته الأولى في المرعى. هي لغة استطاعت أن تصف الحالة النّفسيّة الّتي أزّمت البنت، في "سذاجة" بنت تتعلّق بكلّ براءة الطّفولة بحيوان، وفي انسجامها مع طبيعة تحبّها وتستند إليها جميلة غنّاء فتلاقي فيها راحتها حتّى اختلطت في ألوانها بلون الكرز على منديلها المزركش: رمز لجمال طفولة تعيش داخلها بلطفها وعنفها، بوداعتها وفظاعة بعض ذكرياتها.

12 سبتمبر 2011

بوسة لمرّاكش،،، من روما ... ومن تونس

تقديـــــــم:

~~~~~

النّصّ قصيد زجل للإعلاميّ المغربيّ والمبدع والزّجّال المميّز الأستاذ محمّد الصقلي، بعنوان: "بوسة لمرّاكش" أو "مرّاكش بهجة الأيّام".

محمّد الصّقلي، الإعلاميّ الزّجّال المغربيّ:
صفحات من ثراء الثّقافة وأصالتها
~~~~~~~~~~~~~~~~~
للأستاذ محمّد الصّقلي رصيد هامّ من الزّجل يحمل من الصّور الرّقيقة الجميلة ما يقرّبه دائما من نفس القارئ، جاء في لهجة مغربيّة أصيلة ليست إلاّ جزءا من أصالة المبدع الّذي يحمل رسالة موطن ووطن وإنسان. فتجده، وهو المقيم بروما في مهمّته باعتباره إعلاميّا، يخرج من حدود المكان الضيّق إلى رحابته واتّساعه ليصوّره في زجله في أجمل صوره وينثر عطور "موطنه" و"وطنه" في كلّ أرجاء العالم.
له من الزّجل ما هو مصدر اهتمام ملحّنين من المغرب وتردّده أصوات شابّة، فهذه أسماء الأزرق تشدو بصباح مغربيّ رائع بقصيد" صباح الخير"، وهذا نعمان الحلو يشيع أنوار مرّاكش وبهجتها على مسامعنا بقصيد "بوسة لمرّاكش" أو يرفع راية المغرب بأغنية "بلادي يا زين البلدان"... حتّى لكأنّنا مع الإعلاميّ محمّد الصقلي في رحلة متواصلة بين معابر الجمال في المغرب الأصيل الّذي يعود إليه في كلّ كلمة يخطّها ويؤلّف بها جملة من جمل زجله.
لا يتوقّف إبداع الأستاذ محمّد الصّقلي عند الزجل، وإنّما له قصائد فصيحة، ويمكنك أن تقرأ له قصيدة "ظلال" أو "تعالي إليّ"... ولست أحصي قصائده وإنّما لذكر نماذج سريعة لأنّ قلم الأستاذ محمّد غزير وفي أشكال كتابة متنوّعة.
فهو يكتب أيضا المقال ويهتمّ بالأحداث الّتي تتعاقب علينا فيقف عندها ويسجّل رأيه، كما يمكنك أن تقرأ في وطنيّته بعيدا عن الزّجل في مقالات كثيرة. إذ كتب عن الوطن وعن أعلامه، وعن مغنّين نسيتهم الأقلام وتكاد تنساهم الذّاكرة مثل "زهرة الفاسية" أو "يوسف سلامة" أو "علي الحداني"...
ومقالاته أكثر من أن أحصيها بذكر عناوينها فكلّ مقال يكشف جانبا آخر من جوانب ثقافته وأصالته المغربيّة الثّابتة. 
وتجده يهتمّ بالموسيقى الأندلسيّة الّتي تعدّ من التراث الّذي يكوّن ذاكرة المغرب فينظر إليها نظرة الغيور على كنوز الوطن من أن تطالها أيادي العابثين... كما يلامس مواضيع الحداثة فيكتب عن الشعر كما في مقاله "ملامسة خفيفة لمنحوتة قيد التّشكيل... أدونيس"، وتشغله قضايا الفنّ ويطالها قلمه بأسلوب شيّق جميل سلس.
بل تراه دارسا باحثا في قضيّة "اليهود في الغناء المغاربيّ والعربيّ"، ويصدره كتابًا وثيقةً وما أحوجنا إلى مثل هدا البحث الّذي هو نواة لنظرة ثاقبة وعميقة لذاكرة ثقافيّة فنّيّة تنمّ عن ثراء وفير. وما احوجنا إلى مزيد النّبش في التّراث والأصالة ليصبح نقشا يطفو على مسامّ كلّ واحد منّا. فالدّراسة تنعش الذّاكرة فتنتشي بالمخزون الثّقافيّ العريق، وتعبق منها رائحة وفاء للبلاد وفنّها. تجده يرحل بنا مع كلّ قصيد أو مقال إلى عالم جديد قديم يمسك بطرفي الأصالة والتّجديد وهو في مهجره في روما بإيطاليا بعيدا عن الوطن يصوّره من ذاكرة العاشق له في كلّ تفاصيله.
محمّد الصقلي، كما يهتمّ بالفنّ والإبداع تجده يهتم ّبالسّياسة، ويهتمّ بقضيّة الهجرة ووضع المهاجر في إيطاليا، وبقضايا الإعلام وتقرأ مشاغله أكثر في "الماروكيني" و"رباعيات الماروكينو".
ويبتعد به المكان ولكنّ ذاكرته أبدا ومشاعره يستوطنها الوطن والموطن وشواغلهما القديمة والرّاهنة. فيطلب الحرّيّة بمعانيها الرّائعة ويهتفها عاليا "خلّونا نبقاو أحرار".
محمّد الصقلي، نبض من نبضات قلب المغرب المتناغم المبدع وسيبقى نبضا كما يقولها بلسانه في مقال له "وسأبقى نبضا من وطن رغم كيد الكائدين".
هكذا المبدعون سيدي محمّد أيّها الإعلاميّ الزّجّال المبدع، لا مبدع ينجو من رشقات الحاسدين الكائدين، ولكنّه يظلّ نبضا دائما لا تثني عزيمته رياح تمرّ به.

النّصّ:  "بوسة لمرّاكش" من روما

~~~~~~~~~~~~~~~Bas du formulaire

مراكـش يا بهجت ليام
يا الزاهيه ب انوارك
زهوه لكـل من راك
سعـدات الساكنين واللي زارك
بـوسـه على خـذ نهـارك
للشمـس الضاحـكه
فـصباحـك ومساك
تـنـشر ضفـايرها على اسـوارك
بـوسـه لوردك وازهـارك
ولكـيسان النـوار
لـمزينه شجارك
للنخـل والجـريد المعـلق فـسـمـاك
عـطـشـان لشـربه من مـاك
تـرويـني وتـصحيـني
ويلا سهـيت تـفـتـح عـيـنـي
عـلى نـورك وبـهـاك
سبحانو ربي عـظـيم شانو ما خلا ما عـطاك
جبال الأطلس والـثلج مغـطـيها حـطها حـداك
وجعـل طـوبقال جارك
آمن شاف الشمس في ضحاها
والعـشـويه ولغـروب
والنجـمات مونسه سماها
مسك الليل وياسمين
وزهـر اللرنج يعـطر الليالي
والكتبيه باهيه وجامورها العـالي
وجـنانات أكدال، لمناره والشاريج
جامع لفـنا بهـيج وفـريج
مراكـش
من لبعـيد مشعـشعه انوارك
عـروسه متـوجه
والفـرحة والسلوى ديما ف قـلب دارك 
وانت ديما زاهـيه
وبـشارت لـيام 

جامع لفنا بمرّاكش

بطاقة حبّ:... وبوسة لمرّاكش وأحبّاء مرّاكش من تونس....
******

علم كلّ منّا كيف يسكن المكان... وتعلّمنا أيضا كيف يسكن المكان فينا... وقد تأثّرت بكثير من قصائد شعراء أحبّوا موطنهم وتغنّوا به، ويعبر ذهني الآن بيتان للشّاعر التّونسيّ "أحمد اللّغمانيّ "وهو يتغنّى بموطنه "الزّارات " في الجنوب التونسيّ، عندما عاد إليه بعد غيبة :

يمّمت حضنك والأشواق تحدوني***إن كنت كشتاقة مثلي فضمّيني

لا تعجبي من تباريحي إذا اشتعلت ***فالشّوق شبّ حريقا في شراييني

وتظلّ صورة المكان ساكنة فينا... ساكنة، صارخة بالعشق الكامن في أعماقنا...

في هذا الزّجل لم يرسل الزّجّال محمّد الصّقلي "بوسة " فحسب، وإنّما أرسل عشقا ينضح ألوانا ويتضوّع صورا وغزلا رقيقا ووصفا رفيقا يحتوي مَن عرف المكان فأحبّه، وضمّ إليه في شوقٍ مَن لا يعرف المكان مثلي إلاّ من الصّور والنّصوص ...
فصار القصيد إعلانا عن العشق المتواصل... وإشهارا للوصل الدّائم بين الشّاعر وبين موطنه "العروسه"، مرّاكش. وهو إشهار يُغري بملامسة روعة المكان وسحره، وكشف تجلّيات السّحر فيه... فهذه شمس ضاحكة... وذاك ثلج ناصع البياض... وهذه خضرة نخيل... وتلك مياه دفّاقة... وهنا وهناك نجوم ساهرة مؤنسة...
قد لا تكون الصّور جديدة ولكنّ الإخراج خاصّ جدّا، وقد تكون الصّور متفرّقة بسيطة، ولكنّها مجتمعة عميقة عمق العشق للموطن وصدق "البوسة" المرسلة إلى الـ "عروسه ".
وهذا لَعَمري أكثر من غزل بموطن... إنّه صدق العاشق في عشقه وتسجيل للحظاته الحميمة، وسعادة لا يمكن أن يشعر بها إلاّ الغائب عن موطنه والمتحسّس لجمال المشاعر الّتي سبقته إلى بلاد المهجر تؤانسه وتظلّ تكبر يوما فيوما لتصبح أعمق حبّ ينفلت إلى لسان القلم بلسان القلب

كلمـــة ختـــام
~~~~~~~


أستاذ محمّد، دُمت لمرّاكش، ودامت لك، ودام قلمك يخطّ الشّعر... والغزل.

كلمة شكر وتحيّة إجلال وإكبار:
~~~~~~~~~~~~~~~
Bas du formulaire
من يتعرّف إلى الأستاذ الإعلاميّ الزّجّال محمّد الصّقلي، يجد عطور تونس تحيط به خاصّة في غنائها القديم وتراثها الأصيل. وهذا جانب آخر يدعوني إلى تقديم تحيّة عرفان وتقدير لرجل جليل تجاوز حدود الوطن الأمّ إلى وطن أكبر، مغاربيّ، عالميّ، إنسانيّ.
فشكرا سيدي محمّد، ودمت مبدعا.

الأغنية: مرّاكش يا بهجت ليّام
كلمات: محمّد الصّقلي
تلحين وغناء: نعمان الحلو
وهيبة قويّة

وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب***
زاوية دافئة من القلب *** مدوّنة خاصّة *** وهيبة قويّة *** الكتابة عصير تجربة ولحظة صدق تحرّرنا من قيود تسكن داخلنا، نحرّرها، فنتنفّس. ***وهيبة قويّة

الأكثر مشاهدة هذا الشهر

مرحبا بزائر زوايانا

free counters