كم أحنّ إلى "حومتي"!
هذا الحنين يستولي عل مجامع قلبي...
هو الحنين
إلى كلّ مسام المكان
الّذي عشت فيه... ببساطته وتقاليده... بروعة ناسه ومواجهتهم لمشاكل حياتهم اليوميّة
بابتسامة ما انفكّت ترتسم على وجوههم وهم عائدون خلف دوابّهم وأبقارهم عند
الغروب... يمرّون من أمام أطفال "حومة سيدي بنعيسى" فتمتدّ الأيادي الصّغيرة
إلى قبضة من عشب طريّ وتمتدّ يدي بخوف شديد إلى الزّهرات الّتي سقطت من أحمالهم هنا
وهناك...
هذا الحنين... يحطّ برحلنا دائما عند مرافئ الذّكريات ويغذّينا بالأمل ويحدو خُطانا
نحو العالم الواسع.
لذلك سنستعطف
دائما لحظات جميلة من طفولتنا نقطفها نجوما تنير طريقنا وتضيء تلك الزّاوية الّتي
ما زالت تنبض بالحياة داخلنا... في ركن نيّر كامن في أعماقنا يتسرّب منه الأمل ليملأ
حياتنا أملا...
وهيبة قويّة