8 سبتمبر 2011

المــــــــــاضي


الماضي بحّار لا شاطئ لبحره يحطّ فيه رحاله ولا مرفأ يستقبل مراسيه، هو سندباد يعيش فينا:في أفكارنا وفي قلوبنا، ويرحل في كلّ مرّة في رحلة متواصلة موصولة بالشّوق والحنين حينا  وبالألم والحزن حينا آخر.
الماضي جزء منّا يكوّن نسيجا فينا متداخلا مع حاضرنا ومستقبلنا. هو نقش في ذاكرة تأبى النّسيان، ذاكرة تتوقّف بين الحين والحين عند نقطة معلّقة في هذا الماضي لتُعيد فيه الحياة وتبعثه إلى الحاضر كما نجمة في سماء بعيدة سرعان ما تقترب منّا بنورها ترسله علينا. فنقتدي بها ونتّخذها سراجا لحاضرنا نتلو عليه ملامح مستقبل ننشده.
الماضي سندباد يبحر بنا في الذّكريات من أعماق النّفس وخباياها إلى جزر القلب...وسيبقى كذلك...لأنّه جزء من زمان نعيشه وحياة نعرفها نستأنس ما فيها ونحنّ إليه أبدا.

7 سبتمبر 2011

بمناسبة غضبة

نتعامل مع كلّ ما يعترضنا في الحياة غالبا بنفس الأسلوب. الحماس يكون زائدا في البداية ينتهي بعد فترة كمن استُنزفت قواه. فنبدو  كما البالون ننفخه وينفجر ونكتفي بأن نراه ينفجر، فنتبسّم أو نضحك أو نفرح، أو نضجّ أو نثورأو نغضب، ثمّ نهدأ.

كلّ الأحداث حولنا صارت تفريغا لشحنات الغضب أو الفرح ، لما يكمن في وعينا ولاوعينا وغالبا تكون شحنات مكبوتة فينا تطلقها أحداث "مناسبتيّة" لم تَنتُج عن وعي بضرورة المواصلة، وبقيمة ما نفعل. فكأنّنا نواجه الخوف من أنفسنا وعلى أنفسنا. لم نعد نحمل سيف البطولة وإنما صرنا نركب مطيّـة غضبٍ وُلِدَ في لحظةٍ ويموت في لحظة.
نحتاج إلى وعي ثابت لا يتزلزل أمام الأحداث المختلفة، وإلى صمود يشتدّ أمام النّوائب، وإلى الإيمان بما نفعل.

1 سبتمبر 2011

أحبّ أمّي لأنّها أمّي



عندما تحتار الكلمات ولا تصف ما نحمله من مشاعر تجاه المخلوق الأروع على وجه الأرض: أمّي... يتحوّل الكلام إلى "طفولة تعبير"، يحيط بالمعنى نثرا فلا يطال النثر... ويطلبه شعرا فلا يجد فيه غير نغم الطفولة هائما دون أوزان... ويصبح تعليل المشاعر أكثر ضياعا فلا سمة له غير: أحبّك أمّي، لا أملك من الكلام غيرها.
وهيبة قويّة

الأمّ: طفولة العبارة والمعنى



30 أغسطس 2011

25 أغسطس 2011

فنجانا قهوة



فنجانا قهوة
 نُشِرَ النّصّ في مجلّة عود الندّ العدد 63 وهذا الرّابط الأصليّ للنصّ.

طردَت الرّوحُ الهائمةُ حولي النومَ من عينيّ، وانصرفت. فأعددت فنجانيْ قهوةٍ. أردتُ أن أجد من يؤنس وحدتي... القهوةُ هي مؤنسي الدافئ الوحيد في مثل هذه اللّحظة، لذلك سأشرب القهوة معي... أرتشف من الفنجان الأوّل، وأترك الثّـــاني يسقط فيه ثلج الوحدة ويمتزج بأرج زهر البرتقال.
الفنجان الثّاني وحده قادرٌ على إبعاد كآبة المكان وحزن القلب، وهو مؤنسي الّذي يعيد الرّوح الهائمة لتطوف حول سريري. إنّي أراها تبتعد وتعود... في كلّ الحالات القهوة معي، أحدّثها. أشربها، فتطرد كلَّ الأفكار السّوداء الّتي يراها سوادُها الجاثمُ في خطوط ارتسمت في الفنجان الأوّل، وينفي وجودها سوادُها المتلألــئ في الفنجان الثّــاني.
أنا لا أخاف الوحدة، ولكن أخاف أن لا أستشعر روحَ شخص ما... هنا... حولي. حيث الفراغ الّذي يحيط بي بعد أن أطردت نومي. مع أنّي أعلم أنّ هذه الرّوح لا تحوم حول المكان الّذي أنا فيه وإنّما هي تسكنني فكرة ونبضا، أحيانا، تفرّ إلى عالمها... حيث لا أصل، حيث عالمها الّذي لا أعرفه... وتعود إليّ في كلّ مرّة من رحلتها الّتي قد تطول وقد لا تطول.
وأنا لا أعرف كيف أستقبل هذه الرّوح عند عودتها إليّ لأنّها مهما ابتعدت تظلّ معي، فهي تسكن هنا... حيث أضع يدي الآن... هي جهة القلب إشارةً ولكنّه القلب حقيقةً في مسكنه في صدري... وهذه الرّوح تظلّ مهما ابتعدت هنا... حيث أشير الآن، لا تنفلت عن نبض القلب لأنّها ساكنة هنا، في ما أسمع... في نبض القلب.
هل كنتُ أروي حكاية ما قبل النّوم؟ لا... لَمْ أفعل! فزمن الحكايات قد ولّى... كما أنّي لا أستطيع أن أصوغ من الصّمت حكايةً تغوص متلألئة في هدوء الفنجان الثّاني... لأنّ الحكاية حينها ستكون صامتة، ولن تسمعها الرّوح الهائمة حول سريري عندما تعود...  
نعم، هي ليست حكاية... ولكنّي أقرأ وحدةَ الفنجان الثّاني أمامي وقد سقط فيه ثلج الحكاية...
مسكين... ظلّ وحده يعاني بردَ الغياب والوحدة ويرتشف أرَجَ ماء الزّهر المسكُوب فيه.
وهيبة ڤويّة
تحيّة لرئيس تحرير مجلّة "عود الندّ الّذي أتاح لي نشر هذا النصّ أوّل مرّة على صفحة المجلّة


وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب***
زاوية دافئة من القلب *** مدوّنة خاصّة *** وهيبة قويّة *** الكتابة عصير تجربة ولحظة صدق تحرّرنا من قيود تسكن داخلنا، نحرّرها، فنتنفّس. ***وهيبة قويّة

الأكثر مشاهدة هذا الشهر

مرحبا بزائر زوايانا

free counters