تحدّثتُ مع صديقي يوما عن الغربة والاغتراب، عن التّعب جسدا وروحا،
عن عالم الغربة الّذي يعيشه كلّ منّا على طريقته، عن عالم يفرضه الإنسان على نفسه
أو يُفرضُ عليه...
عواصم الدّخان كثيرة لو عددنا المغتربين
ولكنّها لن تكون إلاّ في نموذجين اثنين لا ثالث لهما، إمّا عاصمة خراب ودخانها
أوهام لأحلام نقعد عن تحقيقها، أو عاصمة نتحدّى فيها دواخلنا فنصفّيها من الهموم فيكون دخانها دخان حياة وسعي لتحقيق
الأحلام.
قال الصّديق والحزن يحدو كلامه:
حين
تقابلنا قلت لي إنّ داخلي تعب وداخلك اغتراب وإنّ خارجي اغتراب وخارجك تعب.
لم نصطفِ الحزن لكنّه هو الّذي كسر ناي فرحتنا، ولكنّنا نحاول أن نرسم الأشياء كما
نراها، فلا نخفي جنائزنا تحت ظلال الورد. وحين أعيد ترتيب الكلام لا أجد فرقا بين
داخلي وخارجك وخارجي وداخلك. غريبان نبني
عواصم من دخان.
لم أختلف كثيرا مع قول صديقي ولكنّي حاولت رسم عاصمتي... بالألوان فقلت:
غريبان نحن نبني عواصم من دخان.
ولكنّي،أحاول أن ألوّن الدّخان بألوان الورد لعلّ الألوان تزيح الغربة وتقتل
التعب. أفجّر الصّمت بأصوات الغناء. وأرفع هامة من تحت الأنقاض، لعلّ الأنفاس تصل
رئتيّ، وأحيا... حياة خريف، أو شتاء، أو ربيع، أو صيف.
ما لوّن الورد الدّخان.
كان يمحو الألوان وتزداد قتامته. ويرسم
وجوها غريبة. يشكّلها على أشكال الخوف الّتي تختبئ داخلي... ويسخر منّي.
ما سمع الدّخان أصوات الغناء...
رماها في مسمعي نحيبا يهزّ كلّ حجارة
العواصم الّتي أبنيها، فتنهار...
ما زلت أحاول مغالبة التّعب... أستنهض
بقايا الخراب وأبني من جديد... وأنحَت فجرا في عينيّ ليسكنها، فيطفئ الدّخان كلّ
فجر جديد...
لا يهمّ... نور الشّمس سيرسل الدّخان إلى
أبعد نقطة...
ولكن، نور الشّمس ما استطاع التسرّب
لكثافة الدّخان.
إنّي أختنق... عواصم الدّخان تكبر وتتّسع
لتضيق عليّ... وأنفاسي تتراجع والهواء ما عاد يكفي لأتنفّس... هل يعني ذلك أن
أستسلم للموت؟ هل أبنيك أيّتها العواصم لتكتمي أنفاسي؟
لا... لا بدّ أن تنبض الحجارة وتتباعد
وأخترق كلّ جدران الدّخان... ولكنّي مجهدة... من أين آتي بمعاول الهدم لأستنشق
الهواء من أرحب سماء؟
~وهيبة ڤويّة~
تحدّثتُ مع صديقي يوما عن الغربة والاغتراب، عن التّعب جسدا وروحا،
عن عالم الغربة الّذي يعيشه كلّ منّا على طريقته، عن عالم يفرضه الإنسان على نفسه
أو يُفرضُ عليه...
عواصم الدّخان كثيرة لو عددنا المغتربين
ولكنّها لن تكون إلاّ في نموذجين اثنين لا ثالث لهما، إمّا عاصمة خراب ودخانها
أوهام لأحلام نقعد عن تحقيقها، أو عاصمة نتحدّى فيها دواخلنا فنصفّيها من الهموم فيكون دخانها دخان حياة وسعي لتحقيق
الأحلام.
قال الصّديق والحزن يحدو كلامه:
حين
تقابلنا قلت لي إنّ داخلي تعب وداخلك اغتراب وإنّ خارجي اغتراب وخارجك تعب.
لم نصطفِ الحزن لكنّه هو الّذي كسر ناي فرحتنا، ولكنّنا نحاول أن نرسم الأشياء كما
نراها، فلا نخفي جنائزنا تحت ظلال الورد. وحين أعيد ترتيب الكلام لا أجد فرقا بين
داخلي وخارجك وخارجي وداخلك. غريبان نبني
عواصم من دخان.
لم أختلف كثيرا مع قول صديقي ولكنّي حاولت رسم عاصمتي... بالألوان فقلت:
غريبان نحن نبني عواصم من دخان.
ولكنّي،أحاول أن ألوّن الدّخان بألوان الورد لعلّ الألوان تزيح الغربة وتقتل
التعب. أفجّر الصّمت بأصوات الغناء. وأرفع هامة من تحت الأنقاض، لعلّ الأنفاس تصل
رئتيّ، وأحيا... حياة خريف، أو شتاء، أو ربيع، أو صيف.
ما لوّن الورد الدّخان.
كان يمحو الألوان وتزداد قتامته. ويرسم
وجوها غريبة. يشكّلها على أشكال الخوف الّتي تختبئ داخلي... ويسخر منّي.
ما سمع الدّخان أصوات الغناء...
رماها في مسمعي نحيبا يهزّ كلّ حجارة
العواصم الّتي أبنيها، فتنهار...
ما زلت أحاول مغالبة التّعب... أستنهض
بقايا الخراب وأبني من جديد... وأنحَت فجرا في عينيّ ليسكنها، فيطفئ الدّخان كلّ
فجر جديد...
لا يهمّ... نور الشّمس سيرسل الدّخان إلى
أبعد نقطة...
ولكن، نور الشّمس ما استطاع التسرّب
لكثافة الدّخان.
إنّي أختنق... عواصم الدّخان تكبر وتتّسع
لتضيق عليّ... وأنفاسي تتراجع والهواء ما عاد يكفي لأتنفّس... هل يعني ذلك أن
أستسلم للموت؟ هل أبنيك أيّتها العواصم لتكتمي أنفاسي؟
لا... لا بدّ أن تنبض الحجارة وتتباعد
وأخترق كلّ جدران الدّخان... ولكنّي مجهدة... من أين آتي بمعاول الهدم لأستنشق
الهواء من أرحب سماء؟
~وهيبة ڤويّة~