اليوم الأخير...
هنا في زاويتي الدّافئة في بيتي، أخذت أراقب دخول آخر يوم
من السّنة. أعرف أنّه سيفتح ثقبا في جدار الوقت ويدخل دون ضجّة في أولى ساعاته،
ثمّ سيرتفع نسق حركته بارتفاع الشمس الباردة ليحرّك كلّ الناس ويدفعهم إلى
الانخراط في الاحتفال برأس العام الجديد كلّ بحسب إيمانه بالعام الجديد في حين يحثّ
هو خطاه بثقة متناهية ليطفئ شموع العام ويفتح معبر العام الجديد.
ها هو يملأ حياة النّاس بالفرح والاستياء والفتاوى وأحكام
الاحتفالات العائليّة والإحصاءات وكلّ الخيبات والانتصارات والنجاح والفشل والسّخط
والرّضى... وأيّ شيء يمكن أن يدلّ على أنّه اليوم الأخير من عام سيمضي ويصير ذكرى،
وقد نذكره يوما أو لا نذكره، ولكنّه حتما سيترك أثره في مسار حياتنا وأعمارنا فقد سارت
أيّامه من أمامنا وهي تحمل الكثير من تفاصيل أيّامنا.
بدأ هذا اليوم الأخير يطلّ من شقوق الوقت المرسوم على
السّاعة التي ما فتئت تمضي قُدما وتسجّل أنفاسي نفَسا نفسا وليتني أستطيع قراءة
مشاعرها كما أقرأ الوقت عليها. تتكتك
لتذكّرني بالحياة والجري وراء يومي، وأسمعها ولا أعيرها اهتماما فكم أكره الارتباط
بحركتها ومواعيدها الدّقيقة الّتي تقيّدني ولا أستطيع الإفلات منها...
(يتبع...)
وعاما سعيدا مباركا
وهيبة قويّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التّعليق يظهر بعد مراجعته. شكرا