30 أغسطس 2011

25 أغسطس 2011

فنجانا قهوة



فنجانا قهوة
 نُشِرَ النّصّ في مجلّة عود الندّ العدد 63 وهذا الرّابط الأصليّ للنصّ.

طردَت الرّوحُ الهائمةُ حولي النومَ من عينيّ، وانصرفت. فأعددت فنجانيْ قهوةٍ. أردتُ أن أجد من يؤنس وحدتي... القهوةُ هي مؤنسي الدافئ الوحيد في مثل هذه اللّحظة، لذلك سأشرب القهوة معي... أرتشف من الفنجان الأوّل، وأترك الثّـــاني يسقط فيه ثلج الوحدة ويمتزج بأرج زهر البرتقال.
الفنجان الثّاني وحده قادرٌ على إبعاد كآبة المكان وحزن القلب، وهو مؤنسي الّذي يعيد الرّوح الهائمة لتطوف حول سريري. إنّي أراها تبتعد وتعود... في كلّ الحالات القهوة معي، أحدّثها. أشربها، فتطرد كلَّ الأفكار السّوداء الّتي يراها سوادُها الجاثمُ في خطوط ارتسمت في الفنجان الأوّل، وينفي وجودها سوادُها المتلألــئ في الفنجان الثّــاني.
أنا لا أخاف الوحدة، ولكن أخاف أن لا أستشعر روحَ شخص ما... هنا... حولي. حيث الفراغ الّذي يحيط بي بعد أن أطردت نومي. مع أنّي أعلم أنّ هذه الرّوح لا تحوم حول المكان الّذي أنا فيه وإنّما هي تسكنني فكرة ونبضا، أحيانا، تفرّ إلى عالمها... حيث لا أصل، حيث عالمها الّذي لا أعرفه... وتعود إليّ في كلّ مرّة من رحلتها الّتي قد تطول وقد لا تطول.
وأنا لا أعرف كيف أستقبل هذه الرّوح عند عودتها إليّ لأنّها مهما ابتعدت تظلّ معي، فهي تسكن هنا... حيث أضع يدي الآن... هي جهة القلب إشارةً ولكنّه القلب حقيقةً في مسكنه في صدري... وهذه الرّوح تظلّ مهما ابتعدت هنا... حيث أشير الآن، لا تنفلت عن نبض القلب لأنّها ساكنة هنا، في ما أسمع... في نبض القلب.
هل كنتُ أروي حكاية ما قبل النّوم؟ لا... لَمْ أفعل! فزمن الحكايات قد ولّى... كما أنّي لا أستطيع أن أصوغ من الصّمت حكايةً تغوص متلألئة في هدوء الفنجان الثّاني... لأنّ الحكاية حينها ستكون صامتة، ولن تسمعها الرّوح الهائمة حول سريري عندما تعود...  
نعم، هي ليست حكاية... ولكنّي أقرأ وحدةَ الفنجان الثّاني أمامي وقد سقط فيه ثلج الحكاية...
مسكين... ظلّ وحده يعاني بردَ الغياب والوحدة ويرتشف أرَجَ ماء الزّهر المسكُوب فيه.
وهيبة ڤويّة
تحيّة لرئيس تحرير مجلّة "عود الندّ الّذي أتاح لي نشر هذا النصّ أوّل مرّة على صفحة المجلّة


23 أغسطس 2011

بحثــا عن السّعـــادة


ربّما لا يستطيع الإنسان أن يجد سعادته مهما سعى، لا لعدم وجودها وإنّما لوجود من ينغّصها حينا ولعدم رضاه عن نفسه حينا آخر،ولكنّه في كلّ الأحوال يعلم أنّ شموسا وأقمارا تتعاقب من حوله ما بين نور وظلمة تسبّح خالقها وتذكّره أنّه لا حال يبقى على هيأة واحدة...فالموجودات كلّها تسعى إلى اكتمالها بنفسها وبالآخر وتسعى إلى سعادتها وكلّما سعت باركتها العناية الإلهيّة.. فكيف بالإنسان المتوكّل على الله في غير تواكل؟! كلّ يُسعِد نفسه بما استطاعه من قوى وهبها الله له.
والحمد لله أنّه جعل من حولنا الأصدقاء والإخوة في الله يمسحون أتعابنا بأكفّهم ويكفّون عنّا الألم فتنطبع في النّفس أحلى أوقات السعادة.

21 أغسطس 2011

دمعة


قد يفتعل الإنسان ضحكة ولكنّه لا يستطيع أن يفتعل دمعة واحدة ما لم يكن صادقا عندما يذرفها. ذلك أنّ
الدّمعة رفيقة اللّحظات الإنسانيّة الحقيقيّة.
فانظر إلى الإنسان كيف تتسابق الدّموع إلى عينيه كلّما صدق في فرحه، وفي حزنه، وفي خشوعه، وفي اللّحظات الّتي يصفو فيها مع نفسه.
إنّ الدّموع هي الحروف الّتي يرسم بها الإنسان ملامح مشاعره الصّادقة دون أن يحتاج إلى ترجمان..
لذلك فكلّ النّاس تفهم لحظة الصّدق.. لحظة الدّمعة.

حلاوة الصّوت من حلاوة الإيمان

يأخذنا مع كلّ تلاوة ليسقي أرواحنا من حلاوة الإيمان... وقد ينضب سيل كلماتنا البسيطة فلا يدرك شكرا أو دعاءً.


صوت تسمعه، فلا تعلم أَسَكَنَتِ الحلاوةُ فيه أم منه انبعثت، وينتشر لها عبقٌ يسبق المذاق ومذاق يتسابق إلى القلب والرّوح ليخشعا لجلال كلام الرّحمان. وتستقرّ الحلاوةُ في القلب فيضا من الإيمان ومن شهدٍ مصفّى ما مثله شهد وحلاوة ما مثلها حلاوة، هي حلاوة الإيمان الّتي تشغل القلب عمّا سواها وتشفي الرّوح ممّا ألمّ بها.
ينبعث الصّوت إلى الآذان فيخترق كلّ الحواجز ليصبح كلّ الإنسان أذنا تسمع وتتعشّق الكلام لفظا تُصدّقُ قائلَه، فصَدَقَ اللهُ ربُّ العالمين، ثمّ تجد له معنى جليّا، هو كلام الله الكريم العظيم.


 هو كلام الله، لا تستطيع وصف الكلام إلاّ أنّه كلام الله تفهمه وتدرك إعجازه ويسكنك وتطمئنّ إليه. آنذاك تميل إلى الصّوت لتصف، لتقول ما تشعر به، فلا تستطيع إلاّ أن تشعر أنّ لهذا الصّوت شذى، وأنّ الحواسّ اختلطت عليك ليصلك في لذّة وعذوبة الإحساس أنّ الصّوت من الجنّة آتٍ ، وإلى السّماء يرتفع بالقلوب والأرواح لتناجي ربّها وتجد السّلام في الصّوت كما وجدته في كلام الله، بل إنّ الصّوت إشعاع من النّور أنزله الله لينقل حلاوة القرآن وحلاوة الإيمان، ويرينا به معجزة أخرى من معجزاته سبحانه
صوت ينبّه الغافل فيستجمع قواه ليتذكّر ويذكر، ويذكّر الذّاكر فيزداد ذكرا، ويرتفع بالمشاعر إلى إدراك نعم الله عزّ وجلّ ومعجزاته: القرآن، نصّ إسلامها ومنبع حلاوة إيمانها

ما يقال عن الأصوات وتأثيرها وما وصلت إليه دراسات الدّارسين في الفلسفة والعلوم والطّبّ والفنون... قديما وحديثا لا يمكن أن يصل إلى نتائج أكيدة إلاّ متى درس صوت شيخنا رحمه الله وأسكنه فراديس جنانه

ولو سألوا الشّيخ والمرأة والكهل والشّابّ والطّفل والمتعلّم وغير المتعلّم... من أين يأتينا هذا الصّوت؟
لأجابوا جميعا: من عند الملائكة، دون ريب هو صوت الملائكة أرسله الله للعالمين ليتّقوا وليتذوّقوا من نعمة الإيمان
وإن سألتهم : وهل للملائكة أصوات يسمعها البشر؟
لقالوا: إنّها نبع دائم من الحلاوة لا تدركه الأسماع ولا الحواسّ... وإنّما تدركه الأرواح.
فما أعظم نعم الله علينا.
وما أكثر ما أعطانا... وهل نحصي نعم الله علينا... لن تكفينا حياتنا القصيرة لذلك؟!
إذًا فمتى عرفت نعمة من نعمه فلا تفرّط فيها واشكر الله الّذي يسّرها لك.



الصّوت النّعمة... هو ذاك في رأيي. لأنّه أرقى من أصوات البشر. يُسمعنا كلاما لا يدركه إبداع البشر.




وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب*** وأنت المرايا تلمّ زوايا العطور وغير الزّوايا ***مظفّر النوّاب***
زاوية دافئة من القلب *** مدوّنة خاصّة *** وهيبة قويّة *** الكتابة عصير تجربة ولحظة صدق تحرّرنا من قيود تسكن داخلنا، نحرّرها، فنتنفّس. ***وهيبة قويّة

الأكثر مشاهدة هذا الشهر

مرحبا بزائر زوايانا

free counters